لم تتوقف ردود الفعل الدولية على الإطلاق إزاء التصعيد الأخير الذي يشنه نظام الأسد مدعوماً بحليفه الروسي على محافظة إدلب شمالي سوريا، تلك الردود التي تباينت ما بين رسمي وإعلامي وحقائق وشـ.ائعات.
وفي آخر ما حرر في هذا الصدد، فقد صرح بعض المسؤولين الدبلوماسيين الأمريكيين بأن التصعيد الأخير من قبل النظام وحليفه الروسي ضد محافظة إدلب بهدف اجتياحها والسيطرة عليها لن يكون مجرد “نزهة” كما توقع الكثيرون.
وقال المسؤولون بأن قوات النظام تشن حملتها هذه المرة دون مشاركة الميليشيات الإيرانية الطائفية التي كانت تعطي زخماً عددياً وعقائدياً كبيراً لكل عمليات النظام السابقة، أما الأمر الآن فهو يختلف من حيث قلة العدد، ومن حيث ولاء واستبسال المقاتلين أنفسهم.
إقرأ أيضاً : عودة المحادثات بين كل من تركيا وروسيا حول إدلب مع وجود خلاف جوهري

إضافة لذلك فإن قوات الاحتلال الروسي هي التي تشكل رأس الحربة في العملية الحالية ضد إدلب، مما يعني بأن نظام الأسد لا يملك أي سلطة لإيقاف العملية أو المضي بها، وإنما مجريات العملية بأكملها محكومة بالمفاوضات الروسية التركية والمآل الذي ستنتهي إليه.
وفي هذا الصدد يقول المسؤولون ذاتهم بأن روسيا تضع تركيا الآن في موقف صعب بخصوص صفقة صواريخ “S400” التي إن تمت فستكون تركيا أمام خيارات صعبة في مواجهة حلفاءها في “الناتو”.
وإن لم تتم، فسوف تستمر روسيا في حربها ضد إدلب حتى النهاية، وهو ما يهدد بكارثة إنسانية ستنعكس ارتداداتها على تركيا نفسها اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً.
مباحثات أمريكية مضادة
بالمقابل لا زال الجانب الأمريكي يسعى لإقناع تركيا بالتخلي عن صفقة صواريخ “S400” مع روسيا وبقاءها ضمن علاقات طيبة مع حلف الناتو، وفي هذا الصدد وصل إلى أنقرة منذ أيام وفد أمريكي عالي المستوى لبحث هذه القضية مع غيرها من القضايا الهامة الأخرى التي ستكون إدلب أحدها حتماً.

وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن الاحتلال الروسي يدير العملية من قاعدة “حميميم” الجوية بريف اللاذقية، وأنّه يعتمد على ميليشيات “الفيلق الخامس” الموالية له في العمليات على الأرض، رغم تعرض هذا الفيلق إلى خسائر فادحة على أيدي الثوار.
كل تلك الأسباب السابقة تجعل من التصعيد ضد إدلب عملية شديدة الصعوبة بالنسبة إلى الروس الذين ظنوا بأنها ستكون مجرد نزهة، وغالباً يستمر الروس في هذا التصعيد بغية الوصول مع تركيا إلى طريق مسدود بحيث لا يبقى أمام أنقرة إلا الحفاظ على مصالحها مع موسكو، والتي أهمها صفقة صواريخ “S400” في الوقت الراهن.