تخطى إلى المحتوى

خلافات متصاعدة بين الروس وقوات الأسد وتطورات ميدانية هامة

بالرغم من التصعيد الكثيف الذي ينفذه نظام الأسد بالتعاون مع حلفائه الروس ضد محافظة إدلب منذ شهر تقريباً، وبالرغم من تقدمهم في بعض بلدات ومدن سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، إلا أن فصائل الثورة تمكنت في اليومين الماضيين من قلب المعادلة بشكل أذهل الجميع.

وبينما تتراجع ميليشيات النظام تحت ضربات الثوار بالترافق مع عمليات إخلاء يجريها الروس للعديد من مواقعهم بريف حماة، بدأت ملامح خلاف حاد تظهر بين قوات النظام وقوات الاحتلال الروسي، تطورت في بعض الأماكن إلى تبادل إطلاق نار حسب بعض المصادر.

إضافة إلى ذلك فقد بدأت العديد من البلدات والمدن المسيطر عليها من قبل النظام بريفي حماة الشمالي والغربي تشهد حركة نزوح كثيف باتجاه مدينة حماة نفسها، في ظل اقتراب المعارك منها وتوغل الثوار في عمق مناطق سيطرة النظام.

إقرأ أيضاً : من داخل بلدة “تل ملح” المحررة ومعلومات جديدة حول العملية العسكرية (فيديو)

وتحدثت مصادر بأن آلاف السكان من قرى “كرناز والشيخ حديد والتريمسة” قد نزحوا من مناطقهم، إلا أن بعض شبيحة البلدات المجاورة منعوهم من مغادرة بلداتهم وأجبروهم على العودة، حيث أطلقوا النار عليهم ووصفوهم بـ “الخونة”.

إلا أن المنصات الإعلامية لقاعدة “حميميم” الروسية كان لها رأي آخر، فقد نشرت القاعدة عدة نداءات طالبت فيها أهالي تلك البلدات والمدن بالنزوح إلى مدينة حماة بعد تقدم الثوار، ومحملة قوات النظام مسؤولية تهاوي دفاعاتهم بسبب عدم جديتهم في الصمود امام ضربات الثوار.

قاعدة “حميميم” الروسية بريف اللاذقية

في الطرف المقابل أكدت الفصائل بأن هدف التقدم الأخير لهم هو تحرير الأرض من قوات النظام والاحتلال الروسي، وأنهم لا يستهدفون المدنيين، مطمئنين إياهم للبقاء في منازلهم وحفظ ممتلكاتهم.

وكتعويض عن خسارتهم ميدانياً، يشن الروس حملة قصف عنيف ضد مناطق سيطرة الثوار في كل من ريف حماة وإدلب، وبالأخص بلدات “اللطامنة ومورك وكفرزيتا” التي تعرضت لأكثر من 100 غارة جوية في اليومين الماضيين.

مضادات جوية

إلا أن فصائل الثورة تمكنت يوم أمس من إصابة طائرة حربية تابعة لنظام الأسد بصاروخ مضاد للطيران، الأمر الذي أجبر الطائرة على الهبوط في مطار “التيفور” بريف حمص حسب بعض المصادر، بينما لم يصدر أي تعليق من قبل النظام حول هذا الأمر.

طائرة حربية تابعة لنظام الأسد

هذا وقد أكد العديد من المحللين والخبراء في وقت سابق بأن تركيا قد تقوم بتزويد فصائل الثورة بمضادات طيران إذا استمر التصعيد الروسي في إدلب.

ورغم أن خطوة كهذه ستجعل العلاقات التركية الروسية في خطر، إلا أن إدلب بالمقابل هي مسألة أمن قومي بالنسبة لتركيا ولا يمكنها التخلي عنها مهما كانت النتائج حتى ولو ضحت بعلاقتها مع روسيا في هذا الصدد.

مدونة هادي العبد الله