بعد إعلان رحيل الناشط والقيادي الثوري السوري “عبد الباسط الساروت”، وبعد أن خرج ملايين السوريين حول العالم يوم السبت الماضي لنعيه والصلاة عليه، توالت الزيارات من قبل العديد من الشخصيات الثورية إلى والدة الشهيد الساروت لمواساتها في محنة فقد ابنها عبد الباسط.
عبد الباسط الساروت الذي لم يكن مجرد شخص عادي في خضم الثورة، ولم يكن فقدانه حدثاً عابراً في تاريخ سوريا المعاصر، بات رمزاً حقيقياً للثورة السورية بأسرها، وأيقونة نضالية ثورية احتلت مكانها في التاريخ إلى جوار رموز الثورة والنضال والمقاومة في كل زمان ومكان.
إقرأ أيضاً : بعد زيارة قائد جيش العزة لها.. والدة الساروت توصي الثوار والسوريين
أحد الذين زاروا “أم وليد” والدة الشهيد الساروت كان الإعلامي السوري المعارض “هادي العبد الله” الذي كان من أقرب أصدقاء الشهيد الساروت، والذي وقف إلى جوار أم وليد في محنتها خطوة بخطوة، إلى أن تم تشييع فقيدها إلى مثواه الأخير في مدينة “الدانا” بريف إدلب الجنوبي.
ولقد نقل العبد الله بكلمات واثقة ملؤها العزم والتفاؤل والثقة، وصية غالية لوالدة الساروت، نقلتها على لسان هادي العبد الله إلى كل الثوار السوريين في كل مكان.
على إحدى جبهات القتال المحتدمة بين فصائل الثورة وميليشيات نظام الأسد، وقف هادي العبد الله اليوم لينقل رسالة والدة الشهيد الساروت ليس للثوار فحسب، بل للعالم أجمع.
وقال العبد الله بأن والدة الشهيد الساروت قالت له بأنني أرى ولدي فيكم جميعاً، أنتم كلكم اولادي، إياكم أن تتراجعوا عن هذا الطريق الذي سلكتموه، وأكملوه حتى النهاية.
وقال العبد الله بأننا إذا أردنا فعلاً أن نكون أوفياء لمسيرة عبد الباسط الساروت، فعلينا بأن نكمل الطريق الذي سار فيه إلى النهاية.
مسيرة نضالية يجب أن تكتمل
وتابع العبد الله بقوله بأن حياة الساروت كانت مليئة بالخير لنا جميعاً، وأن استشهاده – بالرغم من أنه آلمنا جميعاً – إلا أنه أيضاً يحمل الخير لنا وللثورة.
لأن استشهاد الساروت قد ذكّر السوريين والعالم أجمع بأن الثورة السورية لا زالت موجودة ومستمرة، وأن هناك مجرماً طاغياً لازال يرتكب المجازر بحق هذا الشعب ويهجره خارج بلاده إلى كل ارجاء الدنيا.
وقال العبد الله بأن استشهاد الساروت هو الحدث الذي أعاد توحيد السوريين وجمعهم وتأليف قلوبهم، وشبه استشهاده بالنور الذي غمرنا بعد ظلام طويل كدنا نفقد معه الأمل، ولهذا السبب يجب علينا ان نكمل مسيرة الساروت النضالية وأن نكون أوفياء له.
وواقفاً على مشارف محافظة حماة وعلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى مركز مدينتها، وقف العبد الله قائلاً: “على هذه الأرض استشهد عبد الباسط، وعلى هذه الأرض جاهد وقاتل”.
وأردف العبد الله بقوله: “بالتأكيد كلنا شعرنا بالحزن وكلنا بكينا، إلا أن الشهيد لا يريدنا أن نحزن ولا أن نبكي، وتذكروا جميعاً وصية ام الشهيد: لا تنكسروا لا أبنائي … وأكملوا الدرب حتى النهاية”.