لقد كان لمنطقة ريف اللاذقية الشمالي الشرقي نصيبها من التصعيد العسكري المكثف الذي يشنه النظام السوري وحليفه الروسي على محافظة إدلب وما حولها من أرياف محاذية منذ أواخر شهر نيسان أبريل الماضي.
فلا زال الثوار يسيطرون على مساحات واسعة من ريف محافظة اللاذقية الشمالي الشرقي، وتحديداً منطقة جبل الأكراد التي استعصت على قوات النظام وميليشياته طوال سنوات الثورة، بل وتحولت مؤخراً إلى ثقب أسود يبتلع عناصر وعتاد النظام بشكل كبير جداً.
إذ حاول النظام السوري مدعوماً بميليشياته وطيران حليفه الروسي اقتحام المنطقة مرات عديدة من خلال محور بلدة “الكبينة” منذ بدء تصعيده الأخير، إلا أن محاولاته كانت دائماً تنتهي بالفشل الذريع وبتكبده خسائر مهولة.
إقرأ أيضاً : تلة استراتيجية تستعصي على روسيا والأسد ومصادر تكشف الأهداف القادمة للحملة
آخر وأعنف تلك المحاولات كانت يوم أمس، حيث بدأت قوات النظام هجومها بتمهيد جوي ومدفعي كثيف على المنطقة والتلال المحيطة بها، كما أن سلاح الطيران الروسي والبوارج الروسية شاركوا بالقصف على المنطقة.
إلا أن الهجوم – بالرغم من عنفه وشدته – باء بالفشل كسابقاته، في ظل صمود فصائل الثوار المرابطة في المنطقة واستبسالهم بالدفاع عنها.
قصف كيماوي
يشار إلى ان النظام السوري كان قد قصف تلك المنطقة بصواريخ محملة بغاز الكلور السام المحرم دولياً في منتصف شهر أيار مايو الماضي، وذلك في سياق سعيه اليائس لاقتحام هذه المنطقة.
وبالرغم من وقوع بعض الإصابات في صفوف الثوار بسبب هذا القصف، إلا أنه لم يؤثر كثيراً على صمودهم، وبالتالي لم يعط النظام أية فرصة للتقدم على هذه الجبهة.
هذا وقد تحدثت الكثير من الصحف ووكالات الأنباء العالمية عن منطقة “الكبينة” وكيف أنها تحولت إلى محرقة أو ثقب أسود يبتلع قوات النظام بشكل مهول فاق جميع التوقعات.