شهد الوسط الفني السوري – كغيره من جميع الأوساط الأخرى – انقساماً واضحاً بين الفنانين السوريين بين مؤيد للثورة السورية، ومؤيد لنظام الأسد، ومحايد فضل إمساك العصا من المنتصف.
وبسبب ارتباط الوسط الفني السوري من الأساس بنظام الأسد سواءً من حيث المؤسسات أو الشخصيات – الأمنية والعسكرية على وجه الخصوص – فقد كان السائد هو موقف التأييد والمحايدة، مع أن هذا لا ينفي وجود عدد كبير من الفنانين السوريين وقفوا بصراحة وشجاعة إلى صف ثورة سوريا وشعبها.
آخر ما حرر في هذا الصدد هو موقف الممثل السوري “سامر المصري” الذي صرح به أثناء مقابلة له على قناة “العربية” ضمن برنامج “كلام في الفن”.
إقرأ أيضاً : جورج وسوف يطلب من أصالة نصري الاعتذار والعودة لسوريا
حيث أكد المصري خلال المقابلة على أن موقفه من الأحداث السورية كان دائماً موقفاً مرتبطاً بالشأن الإنساني لا السياسي، وأنه كان قد خرج من سوريا وابتعد عن الوسط الفني لفترة بسبب مواقفه الإنسانية لا أكثر.
وحاول المصري أثناء المقابلة أن يبتعد عن الكلام في السياسة أو أن يبدي رأياً ضد النظام السوري خلال رده على أسئلة المذيع حول موقفه من الأحداث التي تعصف بسورية منذ 8 سنوات وممارسات النظام طيلة السنوات الماضية.
واكتفى المصري بالتعبير عن ألمه على ضحايا الحرب في سورية ومأساتهم التي حلت بهم، مؤكداً ضرورة بقاء الفنان بعيداً عن السياسة.
وفي تعليقه عن الدراما السورية التي حاولت مقاربة الأحداث في سوريا، أكد المصري على أن تلك الأعمال كانت “مستعجلة” ومرتجلة ومليئة بالشعارات، بينما لم تنجح الدراما في عكس المعاناة الإنسانية الواقعية لدى الناس.
العودة إلى سوريا
يشار إلى ان سامر المصري كان قد فاجأ جمهوره على منصات التواصل الاجتماعي ببث مباشر من قلب العاصمة السورية دمشق، مترافقاً مع أغنية له بعنوان “بحبك يا شام”.
بينما قوبل المصري من طرف إعلام النظام السوري ومؤسساته بسيل من الشتائم والتخوين والسخرية، إذ سارعوا لوصفه بالخائن الذي تخلى عن وطنه، وهذا ما عبر عنه نقيب الفنانين وعضو مجلس الشعب لدى النظام السوري “زهير رمضان” مراراً من خلال هجومه على كل من ترك البلاد من فنانين حتى وإن كانوا محايدين.
وكان المصري قد أحرز نجاحاً كبيراً في مسلسل “بارة الحارة” من خلال دور “العكيد أبو شهاب”، ومسلسل “أبو جانتي” في دور ملك التاكسي، وغادر المصري سوريا عام 2012 نازحاً إلى دولة الإمارات العربية، حيث غاب عن الدراما السورية خلال سنوات، ليعود مجدداً في المسلسل التاريخي “أوركيديا” سنة 2017.