بالرغم من “المصالحة” التي تمت في محافظة درعا منذ حوالي عام بين الفصائل المرابطة فيها وقوات نظام الأسد برعاية روسية، إلا أن الخلافات تطفو على السطح بين الفينة والأخرى، لأسباب لا علاقة لها بالثورة للأسف، وإنما بتقاسم الحكم والنفوذ والامتيازات.
ولعل معبر “نصيب” الحدودي مع الأردن هو الكعكة الشهية التي لطالما سال لعاب الفاسدين لأجلها من كل الأطراف، سواءً من طرف النظام المعروف بفساده أساساً، أو من قبل بعض الفصائل المحسوبة للأسف على فصائل الثورة.
وفي آخر المستجدات بشأن معبر نصيب تحديداً، ظهر مؤخراً أحد القادة السابقين في الجيش الحر ممن انضموا إلى ميليشيات النظام والمصالحات ويدعى “عماد أبو زريق” وقد انتوى مهاجمة المعبر والاعتداء على موظفيه والضباط والعناصر المناوبين فيه.
إقرأ أيضاً : بالفيديو…الليمون الأردني يعاني من فتح معبر نصيب
حيث اقتحم أبو زريق مكاتب المعبر مع عدد كبير من عناصره المسلحين إثر خلاف نشب بينهم وبين جمارك المعبر حول بعض المواد المهربة عبر المعبر.
وقد أنتهى الخلاف بعد تدخل قوات المداهمة 215 وفضّ النزاع بين الطرفين، لتعود الحركة في المعبر إلى طبيعتها بعد حوالي ساعة من التوتر وتعطيل مصالح المسافرين.
عصابات تهريب
يشار إلى أن امتيازات أبو زريق كانت قد تسبّبت بانزعاج بعض الضباط ورجال المصالحات المقربين من النظام، خصوصاً أن المنطقة التي يقع فيها المعبر تخضع لنفوذ أبو زريق الذي استطاع تجميع عشرات العناصر حوله مقابل مبالغ مالية مستفيداً من عوائد التهريب الضخمة.
كما يعد أبو زريق واحداً من المقربين إلى كل من “لؤي العلي ووفيق الناصر” المسؤولان الكبيران في جهاز الأمن العسكري التابع لنظام الأسد، وهو يعمل يومياً على تخليص قرابة الـ 200 سيارة أردنية وسورية تنقل البضائع بين البلدين، ولا تخضع سياراته للتفتيش والتدقيق على المعبر.
أبو زريق وأمثاله كانوا هم السوس الذي بقي ينخر في صلب الثورة وفصائلها لسنوات وسنوات، وقد قضوا فترة الثورة أصلاً في النهب والفساد والممارسات المسيئة للثورة تحت غطاء الثورة والثوار، وكانوا هم أول الراكضين لمصالحة النظام والعمل معه عندما تحولت كفة القوة والسياسة لصالح هذا النظام المجرم مثلهم.