تخطى إلى المحتوى

مرشحا رئاسة بلدية إسطنبول يصرحان بخططهما نحو السوريين

احتل اللاجئون السوريون مساحة هامة من اهتمامات برامج المرشحين للانتخابات المحلية التركية كما في كل الاستحقاقات الانتخابية السابقة في تركيا منذ بدء تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا بكثرة منتصف عام 2012.

والأمر ذاته انطبق على الانتخابات الاستثنائية التي ستعاد خصيصاً لانتخاب رئيسٍ لبلدية إسطنبول الكبرى، بعد أن تقرر إعادة هذه الانتخابات بسبب بعض دعاوى التزوير والتلاعب بالأصوات.

حساسية انتخابات إسطنبول تأتي للأهمية الكبرى لهذه المدينة التاريخية العظيمة، والتي لازال العديد من الأتراك وغير الأتراك يعتبرونها العاصمة الحقيقية والفعلية لتركيا رغم نقل العاصمة رسمياً وسياسياً إلى أنقرة منذ عام 1923.

كما تعتبر هذه الانتخابات ذات حساسية فائقة للسوريين وللأتراك على حد سواء بسبب احتواء المدينة على النصيب الأكبر من اللاجئين السوريين، حيث تجاوز عددهم النصف مليون لاجئ سوري من أصل 3.5 مليون سوري موزعين على الولايات التركية الثمانين.

وبينما ينتظر الشارع التركي مناظرة ساخنة على الهواء مباشرة يوم الأحد القادم بين كل من مرشح الحزب الحاكم “بن علي يلدرم” ومرشح المعارضة “أكرم إمام أوغلو”، تتوالى تصريحات المرشحين بمختلف الوعود والتصريحات حول الشؤون المختلفة للمدينة العريقة، والتي من بينها الشأن السوري بكل تأكيد.

إقرأ أيضاً : جمعيات سورية تجتمع في اسطنبول لبحث أهم مايتعلق بالسوريين

وبصدد شؤون اللاجئين السوريين في إسطنبول، قال يلدرم في لقاء تلفزيوني على إحدى القنوات التركية بأن السوريين يعيشون بأعداد كبيرة في بعض المناطق مثل الفاتح وزيتون بورنو وإسنيورت وغيرها، إلا أن هؤلاء السوريين تحت الحماية المؤقتة، مما يعني أنّهم سيعودون يوماً ما إلى بلادهم.

بن علي يلدرم وأكرم إمام أوغلو مرشحا رئاسة بلدية اسطنبول

وتابع يلدرم في السياق نفسه مؤكداً على أنّ الأوضاع في سوريا باتت تتحسن، وأنّه سيتم اتّخاذ التدابير اللازمة التي تؤمّن عودة السوريين إلى بلادهم، وذلك بالتعاون مع الحكومة المركزية.

وحول سؤال يتعلق باللافتات العربية للمحلات العربية المنتشرة بكثرة في مختلف أحياء إسطنبول واحتجاج بعض الأتراك على هذه الظاهرة، أجاب يلدرم بأنه يقيّم هذا الأمر ذلك على أنّه إغناء للمدينة، طالما أنّ السوريين لا يؤثرون سلبا بالأتراك، وطالما أنّهم منسجمون مع بنية المجتمع التركي.

وشدّد يلدرم على أنّ استقرار سكان إسطنبول تأتي ضمن أولويّاته، وأنّ مشكلة الأجانب إن كانت تزعج سكّان إسطنبول فهي حتما تزعجه أيضا، موضحا أنّه لن يتردد في ترحيل كل من يُقدم على تهديد أمن إسطنبول.

رأي المعارضة

أما مرشح المعارضة “أكرم إمام أوغلو” – والذي فاز ظاهرياً برئاسة بلدية إسطنبول في الانتخابات الأخيرة قبل قرار إعادتها – فقد تطرق قبل أيام في تصريح صحفي لمسألة اللاجئين السوريين في إسطنبول، موضحاً بأن مشكلة اللاجئين باتت من المشاكل التي تحمل أهميّة كبيرة بالنسبة إلى سكّان المدينة.

شوارع منطقة الفاتح في اسطنبول الغنية بالمحلات السورية

وشدّد إمام أوغلو على ضرورة إيجاد حلول دائمة لقضيّة اللاجئين السوريين بعيداً عن الوضع السياسي، وقال: “يعيش في إسطنبول أكثر من 500 ألف لاجئ سوري، وللأسف نرى ازدياد المشاكل بين اللاجئين والمواطنين الأتراك الذين يأتون إلى إسطنبول من مختلف الولايات التركية بغرض العمل فيها”.

وتابع إمام اوغلو بقوله: “للأسف البلدية لم تتخذ أي إجراء بهذا الصدد”، مؤكداً على أنّه سيعمل لاتخاذ التدابير التي من شأنها أن تحدّ من تلك المشاكل، وأنّه سينقل القضية إلى مستوى دولي، خاتماً بقوله: “سنعمل كل ما بوسعنا لتسهيل عودتهم إلى بيوتهم”.

مدونة هادي العبد الله