يشكل التصعيد الذي يقوم به النظام السوري مدعوماً بـ “ضامنه” الروسي في محافظة إدلب وما حولها تهديداً حقيقياً للوضع الإنساني في تلك المحافظة التي يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين مدني.
فبعد ما يقارب خمسين يوماً من التصعيد المكثف، وصلت أعداد الضحايا المدنيين من قتـ,لى وجرحى ونازحين إلى أعداد غير مسبوقة، بينما تتزايد تلك الأعداد بمرور الوقت ماينذر باوضاع إنسانية صعبة في حال نجح النظام وحليفه باجتياح المنطقة تحت ضغط آلتهم العسكرية التي لا تبقي ولا تذر.
وفي إشارة إلى تداعيات الوضع الإنساني في إدلب، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك” خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس الماضي بأن أكثر من 300 ألف مدني سوري قد لجؤوا إلى الحدود السورية التركية هرباً من القصف.
إقرأ أيضاً : الأمم المتحدة تدعو المجتمع لاتخاذ إجراءات طارئة لأجل إدلب
وقال دوجاريك بأن المخيمات على الحدود باتت مكتظة ولم تعد تستطيع استيعاب هذه الأعداد الكبيرة، مما اضطر العديد من العائلات للبقاء في الغابات والحقول مشردين بلا أي مأوى او موارد.
كما أكد دوجاريك بأنه قد تم توثيق مقتل حوالي 231 مدني بينهم 81 طفلاً، وأكد على ضرورة التزام جميع الأطراف بترتيبات وقف إطلاق النار المتفق عليها وفقاً لمؤتمر سوتشي في أيلول سبتمبر 2018.
أعداد غير متوقعة
هذا وكان فريق “منسقو استجابة سوريا” قد أعلن في بيان له بالخامس والعشرين من الشهر الماضي بأن التصعيد الأسدي الروسي تسبب بنزوح ما يقارب النصف مليون مدني ومقتل حوالي 650 مدنياً.
كما طالب البيان المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتحمل كافة مسؤولياتهم تجاه المدنيين في شمال سوريا، وبالأخص منظمة “اليونيسيف”.
حيث تم توثيق نزوح أكثر من 40 ألف طفل خلال فترة التصعيد الأخير لقوات النظام وحلفاءه، وتم حرمان أولئك الأطفال من أبسط حقوقهم في التعليم والرعاية، وذلك من خلال استهداف أكثر من 50 مدرسة في الشمال السوري بالقصف الممنهج من قبل النظام والاحتلال الروسي.