تخطى إلى المحتوى

روسيا تدعي الهدنة وفي الكواليس تحضر نفسها

لم تشهد محاولات التهدئة في محافظة إدلب بشمال سوريا أي تقدم بين الطرفين التركي والروسي، بل على العكس، يزداد الوضع الميداني تدهوراً في ظل تعنت نظام الأسد وحليفه الروسي وإصرارهما على الحسم العسكري.

وفي سياق إصرارها على مزيد من التصعيد، أرسلت روسيا تعزيزات عسكرية كبيرة في محاولة لحسم المعركة في إدلب، حيث وصلت سفينتان عسكريتان روسيتان محملتان بالعتاد العسكري إلى ميناء طرطوس في الساحل السوري.

وفي السياق ذاته شهدت قاعدة حميميم في ريف محافظة اللاذقية السورية هبوط نحو 14 طائرة شحن عسكرية، وذلك وفقاً لعدد من المصادر الإعلامية.

ميناء طرطوس في سوريا والذي تحول إلى قاعدة عسكرية روسية

إقرأ أيضاً : روسيا تخسر أوراقها في ريف حماة هكذا صرحت فصائل الثورة

وبينما تبرر روسيا جميع ممارساتها بمحاربة “الإرهاب”، وتحمل تركيا مسؤولية كبح جماح “الجماعات”، اعتبر وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” بأنه لا يمكن قبول مزاعم روسيا بالعجز عن التأثير على النظام السوري.

بينما أدان الرئيس التركي نظام الأسد بارتكاب جرائم خطيرة بحق الشعب السوري، مشدداً على أن هذا النظام لن يفلت من العقاب إن عاجلاً أو آجلاً بقوله: “إن من يلقي البراميل المتفجرة والقنابل الفوسفورية على شعبه لن تتم مسامحته ابدا”.

هذا وبالرغم من إعلانها لهدنة ووقف لإطلاق النار منذ مساء يوم الأربعاء الماضي، إلا أن روسيا وحليفها الأسدي واصلا قصف مناطق المدنيين في عمق مناطق سيطرة فصائل الثوار بمحافظة إدلب.

مطار حميميم في اللاذقية

المدنيون هم الضحايا

ولا زال المدنيون في محافظة إدلب ومحيطها يدفعون الفاتورة الأكبر في ظل التصعيد الإجرامي الذي يقوم به النظام الأسدي مدعوماً بحليفه الروسي منذ خمسين يوماً حتى الآن.

حيث أعلن فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيان سابق بأن التصعيد الأسدي الروسي تسبب بنزوح ما يقارب النصف مليون مدني ومقتل حوالي 650 مدنياً.

كما طالب البيان المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتحمل كافة مسؤولياتهم تجاه المدنيين في شمال سوريا، وبالأخص منظمة “اليونيسيف”.

حيث تم توثيق نزوح أكثر من 40 ألف طفل خلال فترة التصعيد الأخير لقوات النظام وحلفاءه، وتم حرمان أولئك الأطفال من أبسط حقوقهم في التعليم والرعاية، وذلك من خلال استهداف أكثر من 50 مدرسة في الشمال السوري بالقصف الممنهج من قبل النظام والاحتلال الروسي.

مدونة هادي العبد الله