تخطى إلى المحتوى

الروس يبدون انزعاجاً وسخرية بعد تغطية الصحافة العالمية لأحداث إدلب

نشرت السفارة الروسية في سوريا على حسابها بموقع “تويتر” تغريدة تظهر مدى انزعاجهم من دخول فرق الإعلام العالمية إلى إدلب وريف حماة لتغطية الأحداث التي تدور فيها مؤخراً.

ورغم أنهم حاولوا إعطاء طابع ساخر لأسلوب كتابة هذه التغريدة، إلا أن انزعاجهم بات واضحاً من خلال هذا الأسلوب الساخر نفسه، والذي يتهمون فيه – كعادتهم – كل الأطراف التي تقف ضدهم بتهم شتى لم تعد خافية على أحد.

التغريدة كانت مرفقة بصورة من أرض المعركة بإحدى مناطق ريف إدلب، ويظهر فيها الإعلامي السوري “هادي العبد الله” برفقة فريق من الصحفيين الغربيين، إضافة لبعض عناصر منظمة “الخوذ البيضاء” المسؤولة عن الدفاع المدني في المناطق المحررة.

وكتبت السفارة الروسية في تغريدتها تعليقاً على هذه الصورة بأنهم عندما يرون طاقماً تابعاً لمحطة “سي بي إس نيوز” العالمية بالإضافة إلى فريق من الخوذ البيضاء، فهذا يعني حتماً بأن هناك تمثيلية إعلامية جديدة في طور الإعداد، على حسب زعمهم.

وتابعت السفارة قائلة: “أو ربما كان ظننا خاطئاً، ربما يسأل هذا الفريق الإعلامي عن الطريق إلى كل من محردة والسقيلبية ليقوموا هناك بتغطية الهجمات الإرهابية” على حد تعبيرهم.

وذلك بطريقة ساخرة يراد منها الإشارة إلى أن مناطق النظام في كل من مدينتي “محردة” و”السقيلبية” هما اللتان تقعان ضحية للقصف من قبل من يدعونهم بـ “الجماعات الإرهابية” كما يزعمون دائماً، وأن تلك المناطق هي الأولى بالتغطية الإعلامية.

بينما يشير الواقع إلى عكس ذلك تماماً، وهذا ما اكتشفته شبكات الصحافة العالمية بنفسها أثناء تغطيتها لأحداث إدلب وريف حماة، وهذا أصلاً ما أثار انزعاج الروس في الموضوع كله.

فالسلطات الروسية تدرك تماماً مدى مصداقية وحرفية واستقلالية الشبكات الغربية العالمية في نقل الخبر والحقيقة، تلك الحقيقة التي تشير بشكل واضح إلى مدى فداحة الممارسات التي يرتكبها نظام الأسد وحليفه الروسي في الشمال السوري ضد المدنيين قبل أي أحد آخر.

وحتى بالنسبة إلى تلميحهم الساخر بأن مناطق النظام هي الأولى بتغطيتها إعلامياً بسبب قصف “الإرهابيين” عليها، فكيف يمكن للفرق الصحفية العالمية بأن تدخل إلى مناطق النظام، وهو المعروف عبر تاريخه الأسود الحافل باستهداف الصحفيين والإعلاميين؟

الصحفيون هدفٌ دائم

وفي وقت سابق صرحت قناة “سكاي نيوز” البريطانية في أواخر شهر أيار مايو الماضي بأن فريقها في محافظة إدلب السورية الواقعة تحت سيطرة المعارضة قد تعرض لقصف متعمد أثناء تغطيته للأحداث التي تدور هناك.

وقالت القناة في تصريح لها بأن فريق “سكاي نيوز” كان من الواضح بأنه فريق صحفي، إلا أن النظام السوري قام باستهدافه بشكل متعمد من خلال قواه المتواجدة على جبهات ريف حماة الشمالي.

وارفقت القناة في تصريحها مقاطع من شريط فيديو يظهر فريقها وهو يتعرض لنيران مدفعية بينما هم يركضون وسط منازل مهدمة وأراض زراعية مكشوفة.

إقرأ أيضاً : نظام الأسد يستهدف فريقاً إعلامياً تابعاً لقناة بريطانية (فيديو)

وقالت مراسلة القناة “أليكس كراوفورد” الموفدة إلى إدلب بأن طائرة عسكرية مسيّرة قد قامت برصدهم، لتقوم دبابة روسية الطراز تابعة لجيش النظام باستهدافهم بقذائفها بشكل مباشر.

فريق سكاي نيوز في ريف إدلب

وأكملت بأن الدبابة واصلت استهدافهم بينما هم يغادرون المنطقة للنجاة بأنفسهم، وأثناء هربهم أصيب ناشط إعلامي يدعى “بلال عبد الكريم” كان يعمل مع نفس الفريق، واصفة ما جرى معهم بأنه انتهاكات صارخة لقواعد العمليات في مناطق القتال.

وفي سياق تاريخ النظام السوري الحافل باستهداف وقتل الصحفيين، نذكر على سبيل المثال الصحفية الأمريكية “ماري كولفن” التي قتلت في حمص، والصحفية اليابانية “ميكا ياماموتو” التي قتلت في حلب.

وبحسب بعض التقارير لمنظمات حقوقية وإنسانية، يقدر إجمالي عدد الصحفيين الذين قتلوا في سوريا خلال سنوات الثورة بـ 635 صحفياً من مختلف الجنسيات.

مدونة هادي العبد الله