تخطى إلى المحتوى

المواطن فقد ثقته بنا! هكذا تحدث وزير إعلام نظام الأسد

بعد ثماني سنوات ونيّف من عمر الثورة السورية، ارتفع سقف المطالب والحريات في سوريا ليصل منذ بداية الثورة أساساً إلى درجة المطالبة بإسقاط النظام ، هذا المطلب الذي خسر السوريون مليون سوري وأكثر من عشرة ملايين مهجّر بسببه.

ولعل القلة القليلة من السوريين التي لازالت تؤيد هذا النظام وترضى بالعيش في كنف قبضته قد تنعمت إلى حد ما بنعمة الثورة والحرية شاءت ذلك أم أبت، بل وحتى دون أن تشعر بذلك.

فحتى لو لم يطالب المؤيدون بإسقاط نظامهم الحبيب – وهذا ما لا يجرؤون عليه أصلاً – فقد بات لديهم هامش بسيط من حرية توجيه الانتقاد للفئة الدنيا من المسؤولين المدنيين، أمثال الوزراء والمحافظين فقط لا غير، أولئك الذين لا حول ولا قوة لهم أصلاً أمام جبروت حاشية الأسد وأجهزته الأمنية ومافيات طائفته.

وفي هذا السياق، تجرأ وزير إعلام النظام السوري “عماد سارة” بأن يكاشف المشاهدين بحقيقة وضع الإعلام السوري – ضمن ما يسمح به أسياده فقط – معترفاً بأن “المواطن ابتعد عن وسائل الإعلام الرسمية لأن وسائل إعلامه ابتعدت عنه وعن مشاكله وآلامه”. بحسب تعبيره.

إقرأ أيضاً : إعلاميو نظام الأسد بين شقّيّ الرحى ومتنفسهم الوحيد هو منصات التواصل!

وزير إعلام النظام السوري “عماد سارة”

تصريحات سارة أتت في مقابلة له مع قناة “الفضائية السورية” التابعة لنظام الأسد، حيث قال بأن هناك سببان رئيسيان لفقدان الثقة بالإعلام، الأول يتحمله الإعلام بشكل كامل، والثاني لا يتعلق بالإعلام.

وقال الوزير في حديثه بأن السبب الأول يعود إلى الصمت الإعلامي إزاء مواضيع معينة، أو محاباة بعض “المسؤولين”، وأما السبب الثاني فيعود إلى تضارب تصريحات المسؤولين “فمثلا عندما يظهر مسؤول ويقول هناك أزمة، فيظهر مسؤول آخر ويقول لا يوجد”، على حد تعبيره.

وادعى الوزير “الشجاع” بأن المقصرين والفاسدين سيكونون هدف الإعلام الذي هو “سلطة رابعة” تعتمد على الملفات والبيانات والصور والتحقيقات الاستقصائية وتقدم هذه الملفات إلى “الجهات المختصة” وهي من تقوم بدورها المطلوب.

كما ستتم مقاربة كل الملفات “بمهنية وشفافية وبحس وطني” بعيداً عن الشخصنة، ولن يكون الإعلام ضد أي مؤسسة وهدفه هو الوطن وخدمة المواطن، كما ادعى الوزير المذكور.

بثّ من العصر الحجري!

وحول مشكلة دقة البث التلفزيوني في سوريا – والتي تجعلك تشعر وكأنك في سبعينيات القرن الماضي – قال الوزير موضحاً: “نحتاج لحزمة أفضل ولتحسين التجهيزات وهذا يتطلب مبالغ كبيرة، خاصة وأننا في حالة حرب، ولذلك سيتم العمل ضمن ما هو متاح”.

من داخل استوديوهات التلفزيون السوري !

هذا ووفقاً لتقرير أصدرته منظمة “مراسلون بلا حدود” في شهر نيسان أبريل المنصرم حلّت سوريا مجدداً في المركز 174 عالمياً من أصل 180 دولة في ترتيب حرية الصحافة وممارسة العمل الإعلامي في العالم.

بينما يستمر النظام السوري باعتقال إعلامييه أنفسهم إزاء زلات لسان بسيطة جداً، وسط حالة عامة من السخط والتبرم بين الأوساط الإعلامية الموالية التي بدأت – متأخرة جداً – بالشعور بمدى بطش القبضة الأمنية لنظامهم الذي شبحوا له سنوات وسنوات.

مدونة هادي العبد الله

الوسوم: