لقد بات الشأن السوري هاجساً وقضية ذات أولوية للعديد من الأجندات الدولية بما يمثله من مصالح حيوية لدول كبرى ولاعبين إقليميين في المنطقة، إضافة لكون سوريا دولة جارة للطفل الأمريكي المدلل: إسرائيل!
ويدور الحديث في الآونة الأخيرة عن قمة ثلاثية مرتقبة سيتم عقدها في القدس المحتلة بين كل من الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل، ويؤكد الجميع على أن القضية السورية بكافة أبعادها ستكون على رأس أجندة القمة.
وتوقعت مصادر إسرائيلية بأن تكون إحدى الاتفاقيات المحتملة خلال اللقاء الثلاثي تنطوي على اعتراف الولايات المتحدة وإسرائيل بالنظام ورفع العقوبات الأمريكية عنه، مقابل ضغط موسكو على النظام من أجل الانسحاب الإيراني من سوريا.
في حين رأى نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي “ألكسندر فينيديكتوف” بأن أيّ خطوات مشتركة بين روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل لإرساء الاستقرار في سوريا يجب أن تراعي مصالح جميع الأطراف ومنها إيران.
إقرأ أيضاً : روسيا تمهد لإزاحة إيران من سوريا و هذه المؤشرات
وأما عن الموقف الأمريكي فقد أعرب نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية في روسيا “أنتوني غودفري” عن أمل واشنطن في أن يسهم اللقاء الأمني في بلورة نهج مشترك أكثر فعاليةً إزاء إيران.
بدوره علق الكاتب والمحلل السياسي “أحمد الهواس” على هذه القمة بأنها تهدف إلى تقسيم سوريا تقسيماً مجتمعياً، مشيراً إلى أنّ النظام مكلف بحماية إسرائيل والبناء الرسميّ العربي، وإلى أن هناك علاقات عضويةً قائمةً بين الأطراف الثلاثة، إضافة إلى إيران.
وأكد الهواس بأن دخول روسيا عسكرياً إلى جانب النظام جاء بالاتفاق أصلاً مع الولايات المتحدة، وأن اختيار إسرائيل مكاناً لعقد اللقاء الثلاثي يؤكد بأنّ قرار وجود النظام من عدمه يتركز في إسرائيل.
ورأى الهواس، بأن النظام سقط بالشرعية الثورية مع بداية الثورة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أبقت الاعتراف به بشكل أو بآخر، وما يجري الآن هو إعادة هيكلة وإنتاج له.
إيران هي الهدف
هذا ومن المقرر أن يضم هذا الاجتماع الثلاثي رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي “جون بولتون” مع نظيريه الروسي “نيكولاي باتروشيف” والإسرائيلي “مئير بن شبات”، فيما يعتبر تتمة لقمة “هلسنكي” التي جمعت بين الرئيسين الأمريكي والروسي في تموز يوليو من العام الماضي.
حيث جرى الاتفاق في مؤتمر هلسنكي على إخراج كل من فصائل المعارضة والميليشيات التابعة لإيران من الجنوب السوري، مقابل عودة قوات جيش النظام فقط مصحوبة بقوات من الجيش الروسي إلى الجنوب، وعودة قوات فض الاشتباك الأممية إلى المنطقة العازلة في الجولان.
وبالفعل، انصاعت إيران لهذا القرار وسحبت جميع ميليشياتها لمسافة 140 كيلومتر شرقاً، فيما صرح مسؤولون إيرانيون بأنهم لا يملكون أية نوايا عدوانية تجاه إسرائيل.
وبالرغم من كل ذلك، تشير بعض المصادر الدبلوماسية والميدانية إلى استمرار وجود ميليشيات تابعة لإيران في أرياف درعا والسويداء والقنيطرة، إضافة إلى استمرار الغارات الإسرائيلية على مواقع هذه الميليشيات إلى يومنا الحالي.