تخطى إلى المحتوى

إشكالات وعوائق عند استخراج إذن سفر للسوريين في تركيا

لقد باتت مسألة استخراج إذن سفر للتنقل بين الولايات التركية بالنسبة للاجئين السوريين مشكلة تؤرق العديد منهم كلما اضطروا للسفر من ولاية إلى أخرى.

وتتمثل المشكلة في الازدحام الشديد ضمن فروع إدارات الهجرة أو شعب الأجانب في الولايات التركية التي تحوي عدداً هائلاً أصلاً من السوريين، مثل إسطنبول وغازي عنتاب وهاتاي وأورفا.

وهذا الازدحام يعني ضياع يوم كامل في الانتظار – الذي قد لا يفضي إلى نتيجة أحياناً – مما يشكل كارثة للاجئ السوري الذي يلتزم بالعمل لدى معمل أو مشغل تركي قد يخصم عليه إجرة هذا اليوم الذي ضاع في الانتظار.

إقرأ أيضاً : إدارة الهجرة في عنتاب تفتتح مركزاً جديداً للسوريين يخص إذن السفر

كما يواجه السوريون في بعض الولايات التركية مشكلة “المزاجية” في منح أذونات السفر لدى بعض الموظفين الأتراك، حيث يوقفون منح الأذونات أو يفتحونها حسب أهوائهم ودون الخضوع لأي قوانين أو نظام محدد.

أو قد يتلاعب بعض الموظفين بمدد المنح بحيث يتأخرون عمداً عن منح الإذن لمدة قد تصل إلى أسبوع أو أكثر من تاريخ الطلب، بينما يكون مقدم الطلب بحاجة ماسة للسفر بأسرع وقت ممكن.

مشاكل كهذه يمكن حلها بالعديد من الطرق، فمشكلة الانتظار يمكن حلها بإنشاء نظام حجز إلكتروني، ومشكلة المزاجية يمكن حلها بفرض بعض الرقابة والتوصيات من قبل المسؤولين الأعلى درجة.

مبنى دائرة الهجرة في اسطنبول

مفروض على جميع السوريين

هذا وقد فرضت وزارة الداخلية التركية على جميع السوريين المقيمين قي تركيا تحت بند الحماية المؤقتة استخراج إذن سفر في حال أرادوا السفر بشكل مؤقت لولاية تركية أخرى غير المسجلين فيها.

ويذكر بأن هذا القانون متضمن أساساً في شروط منح الحماية المؤقتة منذ أن بدأ السوريون بالتوافد بشكل كثيف إلى الأراضي التركية هرباً من الآلة الحربية لنظام الأسد.

وكانت السلطات التركية تغض النظر عن هذا القانون إزاء السوريين في بداية الأمر وتسمح للسوريين بالتنقل بحرية في جميع الولايات.

إلا أن تزايد أعداد السوريين بشكل كبير، إضافة لوجود بعض العناصر الإرهابية المنتمية لتنظيمات “داعش” أو “قسد” والمندسين بين اللاجئين السوريين، دفع السلطات التركية للتشديد على قانون الحصول على إذن سفر بالنسبة للسوريين.

يذكر بأن الحصول على إذن سفر مشروط فقط للسوريين المقيمين تحت بند الحماية المؤقتة، اما السوريون الحاملون للإقامات النظامية بكافة أنواعها السياحية أو الطلابية أو الاستثمارية فلا ينطبق عليهم هذا القانون.

يشار إلى أنه يعيش في تركيا قرابة 3.5 مليون سوري، وتأتي ولايات اسطنبول وشانلي أورفة وغازي عينتاب وهاتاي في مقدمة الولايات التي تستقبل أعداد كبيرة من السوريين، حيث يعيش في غازي عنتاب لوحدها قرابة 450 ألف سوري، بينما تضم إسطنبول أكثر من نصف مليون سوري.

مدونة هادي العبد الله