في الوقت الذي بدأت فيه تركيا بالرد ميدانياً خلال الفترة الأخيرة على التصعيد الروسي الأسدي ضد مناطق الشمال السوري، ساد هدوء نسبي يوم أمس في عمق المناطق المحررة مسجلة غياباً ملحوظاً للطيران في أجواءها منذ بدء التصعيد.
إلا أن التجربة أثبتت بأن الروس ونظام الأسد لا يمكن الوثوق بأي تهدئة أو مواثيق تأتي من قبلهم، ورغم الهدوء النسبي في معظم مناطق محافظة إدلب، إلا أن القصف بقي مستمراً على معظم قرى وبلدات خط المواجهة في ريف حماة الشمالي.
وقد صرح المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب “ناجي مصطفى” بأن الروس هم الذين أعلنوا عن هدنتهم المزعومة والمعلنة من طرف واحد، ومع ذلك لم يلتزموا بها وإنما قاموا بقصف كثير من المناطق، فضلاً عن قصف بعض نقاط المراقبة التركية.
إقرأ أيضاً : تصريح لعضو في الائتلاف حول امتلاك الثوار لمضاد طيران في حال استمرار الحملة
وأضاف مصطفى بأن الفصائل اعتادت كذب ومراوغة الروس، مؤكداً عدم ثقتهم بالروس الذين لم يلتزموا سابقاً بأي اتفاقية، وتابع بقوله: “نحن نعلم بأنهم لن يلتزموا بما صرحوا به، فهم يستغلون تصريحاتهم للمراوغة من خلالها ميدانياً، فضلاً عن الاستغلال السياسي أيضاً لتلك التصريحات”.
وأكد مصطفى وصول تعزيزات عسكرية تركية بشكل يومي وإجراء عمليات تبديل للقوات في نقاط المراقبة، في إشارة منه التصعيد العسكري التركي بعد القصف التي تعرضت له النقاط التركية مؤخراً.
وختم بالقول: “نحن في جاهزية قتالية عالية ونقوم بعمليات عسكرية دائمة لصد قوات النظام، وتستهدف عمليات الإغارة التي نقوم بها معسكرات قوات النظام في المناطق المحيطة، وهناك انهيارات في صفوف قوات النظام وحلفائها، ونحن مستعدون لكافة الاحتمالات”.
وكان كل من وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” ونظيره الروسي “سيرغي شويغو” قد أجريا مباحثات مساء يوم الاثنين حول اتخاذ تدابير بخصوص وقف إطلاق النار في إدلب.
تعزيزات وردود
ويأتي ذلك في ظل وصول المزيد من التعزيزات إلى القوات الخاصة المرابطة على الحدود السورية التركية وتحديداً في ولاية “هاتاي” المحاذية لمحافظة إدلب السورية.
وكان الجيش التركي قد أرسل في وقت سابق من بدايات هذا الشهر الجاري تعزيزات عسكرية مكونة من بعض فرق القوات الخاصة “الكوماندوس” إلى الحدود السورية التركية.
ونقلت وكالة “الأناضول” خبراً مفاده بأن 50 آلية مدرعة تابعة للجيش التركي قامت بنقل فرق من القوات الخاصة من مختلف الولايات التركية إلى ولاية “هاتاي” على الحدود مع سوريا، بهدف توزيعها على نقاط الجيش التركي في الحدود التركية السورية.
وفي سياق الرد بشقيه العسكري والسياسي، علقت وزارة الخارجية التركية يوم الأحد الماضي على تكرار قيام نظام الأسد بقصف نقاط المراقبة التابعة لبلادها والمنتشرة في مناطق الشمال السوري بالمدفعية الثقيلة.
وفي تعليقه على قيام النظام السوري بقصف نقطة المراقبة التركية في مدينة “مورك” شمال حماة بأكثر من 30 قذيفة مدفعية، أكد وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” أن بلاده لن تتسامح بعد اليوم مع التحرشات التي يقوم بها نظام الأسد ضد النقاط التركية، مضيفاً: “سنوقفه عند حده، وعلى الجميع أن يعرفوا حدودهم”.