يبدو بأن الفشل الذي منيت به قوات النظام في الفترة الأخيرة بالتصدي لعمليات الفصائل الثورية لم ينعكس سلباً على معنويات مؤيديها فحسب، بل انتقل بشكل سلبي ليصيب العلاقات بين النظام وأقرب حلفاءه إليه : الاحتلال الروسي.
وفي ظل التغلغل والنفوذ المتزايد للاحتلال الروسي في شتى مرافق مؤسسات النظام وخاصة المؤسسات الأمنية والعسكرية، يزداد احتدام الخلاف بين روسيا وبعض مكونات نظام الأسد، او حتى غياب الثقة عن بعض ممن كانت روسيا تثق بهم ثقة عمياء من أركان النظام.
في هذا السياق، يبدو في الفترة الأخيرة بأن روسيا تعمد إلى سحب البساط من تحت اقدام رجلها الأول في جيش النظام العميد “سهيل الحسن” المدعو بـ “النمر” وذلك بعد تعثره في الآونة الأخيرة بالتصدي لهجمات الثوار في ريف حماة الشمالي، وتسبب خططه بوقوع خسائر بشرية ومادية في صفوف قوات النظام.
إقرأ أيضاً : سهيل الحسن يشتكي لروسيا حول الأوضاع الحالية لقوات النظام
وبالمقابل، تعمد روسيا في الآونة الأخيرة إلى إعطاء دور أكبر للفرقة الرابعة من جيش النظام والتي يقودها شقيق رأس النظام اللواء “ماهر الأسد” وذلك في سبيل كسب العدد والعتاد التابع لهذه الفرقة ووضع ثقله بشكل فاعل في معارك ريف حماة وإدلب.
ومؤخراً تناقلت بعض المصادر المحلية بأن قادة عسكريين من الفرقة الرابعة قد قاموا بإجراء جولة استطلاعية في مناطق ريف حماة خلال الأيام القليلة الماضية، كما اجتمع الوفد بقادة وضباط عمليات روس.
وفي حال نجحت روسيا في إقناع ماهر الأسد بالمشاركة في معارك ريف حماة، فإنها ستضمن انضمام الآلاف من عناصر المليشيات المقربة من الفرقة الرابعة من أبناء الساحل السوري ومناطق غربي حماة.
تغييرات جذرية
كما أجرت روسيا تغييرات في قيادة التشكيلات العسكرية التابعة لقوات النظام ومليشيات النظام الروسية، وشملت قادة من الصف الأول والثاني، وقادة العمليات الميدانية.
إذ تم تعيين العميد الركن “ميلاد جديد” قائداً لـلقوات الخاصة، والعميد الركن “منذر إبراهيم” رئيساً للأركان، والعميد الركن “كمال صارم” رئيساً لأركان الحرس الجمهوري، والعميد الركن “أمين اسمندر” رئيساً لأركان الفرقة 30 التابعة للحرس الجمهوري.
وتزامنت التغييرات والتعيينات الروسية الجديدة لدى قوات النظام مع وصول المزيد من التعزيزات، وبشكل خاص من القوات الخاصة الآتية من حمص وريف دمشق. وأيضاً وصلت تعزيزات أرسلتها الفرقة 30 حرس جمهوري والمتمركزة في حلب.