تخطى إلى المحتوى

الهيئة العليا للتفاوض ترفض لقاء الروس احتجاجاً على التصعيد في إدلب

يستمر التصعيد المكثف من قبل النظام السوري وحليفه الروسي بمختلف أنواع العتاد العسكري ضد محافظة إدلب السورية ومحيطها من الأرياف الأخرى، وذلك رغم حملات عديدة من الاستنكار الدولي سياسياً وإعلامياً ومجتمعياً.

وفي هذا المسار، أعلنت الهيئة السورية العليا للتفاوض على لسان رئيسها “نصر الحريري” أنها رفضت عرضاً روسياً بعقد اجتماع معها، وسبب هذا الرفض هو الاحتجاج على استمرار التصعيد العدواني المكثف على الأراضي السورية المحررة.

وقال الحريري في مؤتمر صحفي عقده اليوم في العاصمة السعودية “الرياض” بأن الروس طلبوا لقاء الهيئة، لكن الهيئة رفضت هذا الطلب واشترطت إيقاف القصف على إدلب أولًا.

إقرأ أيضاً : رئيس هيئة التفاوض يصرح حول مستقبل الأسد وموقف حلفاءه

وأكد الحريري على أن الهيئة لم تجرِ اللقاء، وقال: “أخبرنا روسيا بما يجري في إدلب، ومسؤولياتها المباشرة في المنطقة الشمالية، وبأن الهيئة جاهزة لاستمرار المشاورات للوصول إلى حل سياسي عندما يتوقف القصف على الأهالي في إدلب”.

نصر الحريري رئيس الهيئة العليا للتفاوض

وقال الحريري أيضاً في سياق تصريحه: “إن اللقاء في ظل ما يجري في الشمال السوري، يجري عليه ما يجري على كل مفردات العملية السياسية، فكيف يمكن الحديث عن لقاءات وعملية سياسية ولجنة دستورية، وروسيا تحرق الأخضر واليابس في سوريا؟ فهي ليست مؤمنة بالحل السياسي وعليها أن تكون صريحة مع الشعب السوري”.

وطلب الحريري من الدول الصديقة للشعب السوري بأن يكون لها دور في وقف الهجمة على إدلب والاستهداف المباشر للمواطنين، ودعم عوامل الصمود لإرسال رسالة مباشرة للروس والنظام بأن الحسم العسكري لن يكون متاحًا في سوريا، كما أعرب عن أمله في استمرار تركيا بجهودها والضغط بشكل أكبر من أجل إيقاف الحملة العسكرية.

إبادة شاملة، وتهرّب من الاستحقاقات

وكان الحريري قد صرح في مقابلة أجرتها معه وكالة “الأناضول” التركية في شهر أيار مايو الماضي بأن التصعيد العسكري الأخير للنظام السوري وحلفاؤه يهدد بهدم العملية السياسية من الأساس.

كما وصف الحريري رأس النظام السوري “بشار الأسد” بأنه يهرب من الاستحقاقات السياسية عن طريق التصعيد العسكري، وأن النظام كان ولازال يلجأ دائماً إلى التصعيد العسكري كلما بدأت أي عملية سياسية لحل الأزمة في سوريا.

كما أشار الحريري إلى الدور السلبي الذي يقوم به الاحتلال الروسي في سوريا بتحيزه المطلق إلى جانب النظام، حيث يقوم الاحتلال الروسي – منذ تدخله العسكري أواخر عام 2015 – بدعم نظام الأسد لتحقيق حسم عسكري على الأرض بعيداً عن أي اعتبارات أخرى.

كما قال الحريري بأن النظام وحليفه الروسي استخدم دائماً حجة “التنظيمات الإرهابية” لشن التصعيد العسكري ضد كل المناطق التي هاجمها، ليدمر كل مظاهر الحياة والبنى التحية والمرافق الحيوية بشكل مقصود وممنهج، مستخدماً أقوى أنواع الأسلحة جواً وبراً.

مدونة هادي العبد الله