تخطى إلى المحتوى

باحثة إعلامية موالية تحتج على حكومة الأسد وتحذره

ازداد التململ والسخط العام في أوساط مؤيدي نظام الأسد خلال الفترة الأخيرة بسبب التردي الهائل في مستوى المعيشة وفقدان أبسط احتياجات الحياة في الداخل السوري، إضافة لاستمرار سياسة القمع وتكميم الأفواه حتى ضد أشد مؤيدي النظام حماساً له.

عدا عن الاستنزاف المستمر للشباب في المناطق التي كانت تعتبر خزانات بشرية للنظام، وذلك في سبيل تغذية آلة الحرب الأسدية المسلطة على الشعب السوري كله من ثماني سنوات حتى اليوم.

في هذا الصدد، وجهت باحثة أكاديمية مؤيدة لنظام الأسد رسالة مفتوحة إلى النظام وحكومته محذرة إياهم من سياساتهم الخاطئة التي تجعلهم يخسرون تأييد قاعدتهم الشعبية رويداً رويداً.

إقرأ أيضاً : فيصل القاسم يوجه رسائل للمؤيدين

وقالت الدكتورة “نهلة عيسى” الباحثة في الشأن الإعلامي والمحاضرة بكلية الإعلام في جامعة دمشق بأن حكومة النظام تتسبب بخسارة القاعدة الشعبية بسبب غياب الاستراتيجية الواضحة في عملها وعدم قدرتها على تقديم الحلول والسياسات الحقيقية.

وهاجمت الباحثة المذكورة حكومة النظام بقولها: “يا حكومة … يا صناع القرار ما الذي تفعلونه؟ ولماذا وضعنا يتردى إلى حضيض الحضيض؟ وأرجوكم لا تجيبوا بالكليشيه المعتادة (الحصار وتداعيات الحرب) لأننا أكثر من يعي ذلك”.

وختمت بقولها: “ما الذي تفعلونه غير أنكم تخسرون وتفقرون وتضعفون حاضنتكم الوطنية؟ في وقت يبيع فيه بعض ممن ينسبون زورًا للوطن هذا الوطن بكل متاعه للقاصي والداني، والمضحك المبكي أن هؤلاء لا يجيدون حتى لغة الشاري”.

انتقاد جبان

وفي السياق ذاته تجرأ وزير إعلام النظام السوري “عماد سارة” بأن يكاشف المشاهدين بحقيقة وضع الإعلام السوري – ضمن ما يسمح به أسياده فقط – معترفاً بأن “المواطن ابتعد عن وسائل الإعلام الرسمية لأن وسائل إعلامه ابتعدت عنه وعن مشاكله وآلامه”. بحسب تعبيره.

تصريحات سارة أتت في مقابلة له مع قناة “الفضائية السورية” التابعة لنظام الأسد، حيث قال بأن هناك سببان رئيسيان لفقدان الثقة بالإعلام، الأول يتحمله الإعلام بشكل كامل، والثاني لا يتعلق بالإعلام.

وقال الوزير في حديثه بأن السبب الأول يعود إلى الصمت الإعلامي إزاء مواضيع معينة، أو محاباة بعض “المسؤولين”، وأما السبب الثاني فيعود إلى تضارب تصريحات المسؤولين “فمثلا عندما يظهر مسؤول ويقول هناك أزمة، فيظهر مسؤول آخر ويقول لا يوجد”، على حد تعبيره.

وزير الإعلام السوري عماد سارة

هذا ويدين أولئك “المؤيدون” للثورة السورية بالفضل إزاء رفع سقف الحريات لديهم للتجرؤ والانتقاد، رغم أن سقفهم لا يتعدى انتقاد من يسمونهم بـ “المسؤولين” او “الحكومة”، وهم يعنون بذلك الوزراء والمحافظين وأشباههم والذين هم أصلاً مجرد دمى بيد النظام الحقيقي وأركانه.

ولا يتجرأ أولئك المؤيدون على انتقاد أسيادهم من المسؤولين الحقيقيين، والذين هم رؤساء ومسؤولي المخابرات والأفرع الأمنية وكبار أفراد عائلة الأسد وحاشيته، والذين يقفون وراء السبب الحقيقي لفساد البلاد وتخلفها وتردي أوضاعها.

مدونة هادي العبد الله