تخطى إلى المحتوى

راديو فرش العامل في الداخل السوري يفوز بجائزة عالمية هامة

بعد ما يقارب من سبعة أشهر على رحيله في محافظة إدلب السورية، يعود الناشط الثوري السوري “رائد الفارس” للظهور إلى مقدمة الإعلام العالمي.

إذ تم ترشيح إذاعة “راديو فرش” التي أسسها الفارس منذ عام 2013 لجائزة “ون ورلد ميديا” العالمية، والتي تعمل سنوياً على تكريم المؤسسات الإعلامية المستقلة التي تعالج القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية ،وقد أعلنت المؤسسة عن فوز الراديو بالجائزة لهذا العام

عملت إذاعة “راديو فرش” في واحدة من أخـ.طر البيئات الصحفية بسوريا في محافظة إدلب السورية، في ظل قصف مستمر من نظام الأسد، وتهديد دائم على الأرض من قبل خلايا تابعة لمنظمات متطرفة.

كما سلطت إذاعة “راديو فرش” الضوء باستمرار على محنة الشعب السوري وعملت على فضح الفساد وإبلاغ المواطنين وإنشاء نظام إنذار مبكر للقصف.

إقرأ أيضاً : أعرف رائد كما لايعرفه أحد “البطل رائد الفارس في كلمات هادي”

الناشط السوري رائد الفارس

تأسست إذاعة “راديو فرش” سنة 2013 على يد الناشط السوري رائد الفارس، والمعروف منذ بداية الثورة السورية بهندسة وتنظيم وتصميم لوحات المظاهرات المشهورة في مدينة “كفرنبل” بريف إدلب الجنوبي.

وفي تشرين الثاني نوفمبر الماضي، قام رجال مسلحون مجهولون باغتيال رائد فارس ومراسله الناشط السوري “حمود جنيد” في مدينة كفرنبل بإطلاق النار عليهم ثم الهرب، الأمر الذي كان متوقعاً بعد تعرض الفارس للعديد من التهديدات في السابق.

وبالرغم من ذلك لا تزال إذاعة “راديو فرش” مستمرة بالعمل على الرغم من المخاطر الواضحة، لتقدم صوتًا حيويًا للسوريين الذين يسعون جاهدين لتحقيق السلام والحرية، كما قدمت تدريبات إعلامية لأكثر من 2500 شاب، وخلقت جيلًا جديدًا من الصحفيين المستقلين في سوريا.

شهادة للتاريخ

وقد قال الإعلامي السوري “هادي العبد الله” والذي كان أحد الأصدقاء المقربين للفارس رحة الله عليه: ” أعرف رائد كما لا يعرفه أحد! أعيش معه منذ سنين بنفس الغرفة، نعمل سوياً نأكل نسافر نخاطر سوياً”.

وتابع العبد الله بقوله: “كنت أعرف أن رائد كان بإمكانه أن يعيش عيشة الملوك في أي بلد يختارها. عُرضت عليه وظائف في مختلف دول العالم وبرواتب مغرية، لكنه قرر أن يبقى في مدينته التي يحب، يخدمها ويعمل لأجلها”.

وقال أيضاً : “أعرف أنه كان عقلاً مدبراً قلّ نظيره في العمل المدني، استطاع أن يوصل اسم مدينته التي يحبها إلى العالمية، راديو فريش ومراكز نسائية ومراكز دعم للأطفال ومركز تدريب وغيرها الكثير مما لا يسع ذكره، كل ذلك بإمكانيات بسيطة ومتواضعة وبهمة وعقل يجاوز عنان السماء”.

رائد الفارس داخل مقر إذاعة راديو فريش

وأكمل العبد الله قائلاً: “في فترة من الفترات وبعد توسع العمل المدني كان رائد مرتبطاً مع أكثر من منظمة من منظمات المجتمع المدني في الخارج مما يسمح له باستلام راتب كبير.. كان بكل بساطة يضع راتبه الكبير تحت تصرف المكتب المالي لمنظمته ويأخذ كل شهر ما يكفيه هو وعائلته – لو أخبرتكم كم لن تصدقوا – في حين يذهب باقي الراتب لموظفين جدد في المنظمة”.

وختم بقوله: “أعرف أيضا أنه أحب سوريا بجنون كما لم يحبها أحد إلا الشهداء الذين قدموا أرواحهم لها، لا يطيق بعدا عنها، عشقها بصدق وقدم روحه ثمنا لحريتها”.

مدونة هادي العبد الله