تخطى إلى المحتوى

ظهور كاهن روسي بريف حماة لمباركة القوات الروسية (صور)

لم تتوقف روسيا منذ اول يوم لتدخلها العسكري المباشر في سوريا عن استخدام الدين كأداة لحشد الرأي العام لديها وتقوية معنويات عناصرها لدخول المواجهة مع قوة الثورة السورية التي كادت تسـ.قط نظام الأسد لولا هذا التدخل.

وفي آخر مظاهر هذا السياق، نشرت وكالة “أنا” الروسية يوم أمس صورة لكاهن أرثوذوكسي إلى جوار سيارة عسكرية روسية داخل إحدى البلدات السورية المحتلة في ريف حماة.

ويعتبر هذا الأمر استطراداً لمسيرة طويلة كرستها الكنسية الأرثوذكسية – التي تعتبر روسيا مقراً أساسياً لها – لخدمة المصالح العسكرية الروسية وإضفاء طابع “الحـ.رب الـ.مقدسة” على مغامرات موسكو العسكرية وعـ,دوانها على الشعوب الثائرة.

كاهن مسيحي أرثوذوكسي داخل إحدى البلدات السورية

إقرأ أيضاً : خطبة دينية جديدة “لسهيل الحسن” موجهة لعناصره

ومنذ بداية التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا في أيلول سبتمبر 2015، أشاد بيان صادر عن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بالمجهود الحربي الروسي في سوريا، وذكر البيان بأن المعركة مع “الإرهاب” هي “معركة مقدسة”، كما نشرت الكنيسة صوراً لكهنتها وهم “يباركون” الأسـ.لحة المستخدمة في الحرب على الشعب السوري.

كهنة روس يباركون الطائرات الروسية

تطرف مسموح به!

ويرى الخبير في الشؤون السياسية الدولية لصحيفة واشنطن بوست “أندرو روث” بأنه “ربما لا يرتدي الخبراء الاستراتيجيون في الكرملين الآن أثواب الـ.حروب الصـ.ليبية، إلا أن بوتين يحاول فعل ذلك، عبر ترسيخ نفوذه السياسي بالقومية الدينية، وتركيزه على الكنيسة الأرثوذكسية، بصفتها أحد الركائز الأساسية بالدولة القومية الروسية بعد عقود من القمع السوفييتي”.

وأضاف بأن الكنيسة الأرثوذكسية تعتبر عاملاً رئيسياً في نشر دعـ.اية بوتين القومية، ودعم سياسته الخارجية، إذ استعان بها عام 2014 لتبرير ضمه المثير للجدل لشبه جزيرة القرم بعد انتزاعها من أوكرانيا، والآن يستعين بها للامتداد جنوباً نحو الشرق الأوسط.

ويأتي كل هذا التكريس الديني الطائفي الواضح لقوات الاحتلال الروسي في الوقت الذي يزعمون فيه بأنهم يحاربون التطرف الديني في سوريا، بينما يبدو بأن هذا التطرف بات حرباً “مقدسة” بالنسبة للبعض، و”إرهابا” بالنسبة للبعض الآخر.

مدونة هادي العبد الله

الوسوم: