تسبب تداعيات الوضع الحساس والفريد لجبهات ريف حماة الشمالي – وفي هذا التوقيت بالذات من عمر الثورة السورية – بانشقاق عدد من عناصر الميليشيات المرتبطة بنظام الأسد وحليفه الروسي، ولجوئهم إلى الفصائل الثورية المرابطة على تلك الجبهة .
حيث أقدم عدد كبير من عناصر الميليشيات المهاجمة لأرياف حماة وإدلب في الأيام الأخير الماضية على الانشقاق عن قوات النظام أثناء المعارك التي تجري على جبهات ريف حماة، وذلك بالتنسيق مع الفصائل الثورية.
إقرأ أيضاً : أحد جنود النظام يعلق من على جبهات إدلب “الله لا ينصرنا”
وأكد المتحدث الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب “ناجي مصطفى” انشقاق أعداد كبيرة من عناصر الميليشيات التابعة لقوات النظام والتي تشارك مؤخراً ضِمن الحملة العسكرية على مناطق الشمال السوري، وذلك بعد تنسيقهم مع فصائل معركة “الفتح المبين”.
وأكد مصطفى بأن قسماً من أولئك العناصر تم تأمين انشقاقهم يوم أمس، إضافة لقسم آخر تم تأمينهم قبل أيام، متحفظاً – في الوقت ذاته -على ذكر عدد وأسماء أولئك العناصر حرصاً على أمان ذويهم القاطنين في المناطق المحتلة من قبل النظام.
فصائل المصالحات
يشار إلى أن أسباب هذه الانشقاقات تعود إلى أن النظام زج بأعداد ضخمة من “فصائل المصالحات” في معارك ريف حماة الأخيرة ليكونوا وقوداً رخيصاً لمحرقة معاركه ضد الثوار المرابطين في إدلب وما حولها.
حيث تتكون “فصائل المصالحات” من عناصر كانوا أصلاً مقاتلين في صفوف الثوار ضمن المناطق التي أجرت مصالحات مع النظام في العامين الأخيرين، أو تتكون من شباب تم اقتيادهم قسراً إلى الخدمة العسكرية لدى نظام الأسد من مناطق تحوي أساساً قاعدة شعبية مؤيدة للثورة والثوار.
وهذا ما جعل عدداً كبيراً من مقاتلي هذه الفصائل يلجؤون للانشقاق عن قوات النظام في أقرب فرصة تتاح أمامهم، لعدم رغبتهم في قتال إخوتهم الثوار أولاً، ولاكتشافهم بشكل واضح بأن النظام يستخدمهم ككبش فداء في معاركه وآلته الحربية الموجهة ضد الثورة السورية وفصائلها ومدنييها.