تخطى إلى المحتوى

إعلاميون أتراك يستنكرون لكنة العداء تجاه السوريين في تركيا

إزاء تصاعد خطاب العداء والتحريض ضد اللاجئين السوريين في تركيا من قبل أطراف معينة رافضة لوجودهم في البلاد، تحرك بعض الإعلاميين والصحفيين الأتراك الموضوعيين لشجب هذا التحريض والرد عليه بشكل منطقي ومن منظور إنساني بحت.

فلقد قال “سليمان سيفي أوغون” الإعلامي والكاتب في صحيفة “يني شفق” التركية ضمن مقالة جاءت بعنوان “آه من السوريين” بأن العداء للأجنبي قد ازداد لدى بعض فئات المجتمع التركي في الآونة الأخيرة.

وذكر أوغون بأنّ نسبة العداء للسوريين تجاوزت بحسب البعض 60 بالمئة، موضحاً بأنّ هذا الأمر بات يُلقي بظلاله حتى في السياسة، ومؤكداً على أنّ المعارضة تستغل هذا العداء قدر الإمكان لأهدافها السياسية.

وأضاف: “هناك فئة من الكتّاب يكتبون مقالات مناهضة ومعادية للسوريين، ووصل الأمر ببعض البلديات التابعة للمعارضة باتخاذ قرارات منع خاصة بالسوريين – في إشارة منه إلى بعض البلديات التي منعت السوريين من ارتياد السواحل – لذلك لن نستغرب إن رأينا قريباً يافطات كُتب فيها (ممنوع دخول السوريين)”.

إقرأ أيضاً : أردوغان يكشف حقيقة إشاعة تروج لها المعارضة التركية ضد السوريين

الكاتب التركي “سليمان سيفي أوغون”

وقال أوغون أيضاً بأن بعض السوريين بالمقابل يؤثرون سلباً بشكل أو بآخر على نمط وأسلوب الحياة في تركيا، على الرغم من قُرب ثقافة البعض من ثقافة الأتراك، وقال ذي وصف ذلك: “هذا الأمر بطبيعة الحال يزعج الأتراك”.

وتابع بقوله: “لن أقول بأنّ شكاوى البعض وتذمّرهم من رمي السوريين للنفايات عشوائياً، وتسبّبهم بالصخب، وتحرّش بعض شبابهم بالنساء، ليست صحيحة، لا تجمعني تجربة مباشرة من هذا النوع مع سوريين، ولو أنّ تجربة مشابهة جمعتني بهم، من المحتمل أنني سآخذ موقفا مشابها حيالهم”.

وهنا يطرح أوغون سؤالاً هاماً مفاده: “ما الذي يجب علينا فعله في هذه الحالة؟ هل علينا الاستسلام لانزعاجنا منهم؟ وبالتالي السماح لهم بتوجيهنا؟ أم علينا نحن أن نعمل على توجيههم؟”.

ضعوا أنفسكم مكانهم!

أما الإعلامية التركية “مينا سوغوت” الكاتبة في صحيفة “جمهوريّت” فقد قالت في ذات الصدد: “أبعدوا ما استطعتم بلباقة ذاك الطفل الذي يبيع المناديل، ويقترب من طاولتكم وأنتم تتناولون وجبة الطعام، وينظر إلى الطعام بشهيّة، احزنوا ما شئتم على موت الكثيرين من اللاجئين الذين غرقوا في البحار لحظة سلوكهم طريق الهجرة، فإنّ كل ذلك لن يؤهلكم لفهم معاناة ضحايا الحرب، فما إن اقترب الخطر منكم وشعرتم بالانزعاج سرعان ما ستتوجهون إلى انتهاج سلوك آخر تماماً حيالهم”.

الإعلامية التركية “مينا سوغوت”

أما على صعيد السياسة الداخلية فدائماً ما يحتل السوريون ركناً هاماً من النقاشات المحتدمة إبان كل استحقاق انتخابي في تركيا، وكغيرها من العمليات الانتخابية الأخرى، تناولت البرامج الانتخابية لمرشحي رئاسة بلدية إسطنبول شؤون اللاجئين السوريين في المدينة وكيفية التعامل معهم.

حيث أكد كل من مرشحي الحزب الحاكم “بن علي يلدرم” ومرشح المعارضة “أكرم إمام اوغلو” على ضرورة إيلاء ملف اللاجئين السوريين عناية خاصة، وحشد الاهتمام العالمي لأجلهم، والتعامل بشكل حذر مع المخالفات الأمنية الصادرة عنهم.

مدونة هادي العبد الله