لا شك بأن نتائج انتخابات الإعادة التي جرت لاختيار رئيس بلدية ولاية إسطنبول التركية كانت مدوية وبعيدة الصدى في العالم بأسره، إبان تلك النتيجة الغير متوقعة التي أخرجت المدينة من قبضة الحزب الحاكم بعد أن سيطر عليها منذ تأسيسه حتى اليوم.
وفي الوقت الذي هنأ فيه الحزب الحاكم بكافة فعاليته – انطلاقاً من الرئيس التركي نفسه – خصومه في المعارضة بفوزهم متمنياً لهم الثبات والتوفيق في مشهد ديمقراطي راقٍ ، توالت الأصوات الساخرة والشامتة بتلك الخسارة من قبل العديد من الأنظمة العربية الاستبدادية القامعة لثورات شعوبها، وعلى رأسها نظام الأسد.
حيث عبَّر أعضاء في مجلس الشعب التابع لنظام الأسد عن فرحتهم بفوز مرشح المعارضة “أكرم إمام أوغلو” برئاسة بلدية إسطنبول الكبرى وهزيمة مرشح الحزب الحاكم “بن علي يلدرم” بالمقابل.
إقرأ أيضاً : حرية سقفها رجال الشرطة ..إعلام النظام بوجهه الجديد (فيديو)
ونقلت صحيفة “الوطن” الموالية في تقرير لها، تصريح عدد من أعضاء المجلس، حيث قال العضو “عمر أوسي” بأن فوز مرشح المعارضة وبفارق كبير من الأصوات، شكل سقوطًا مدويًا لـحزب “العدالة والتنمية” الحاكم وانتكاسة لأردوغان شخصياً، بحسب زعمه.
بينما قال العضو “فارس الشهابي” إنه من غير المستحسن رفع مستوى التوقعات من هذه الهزيمة، على اعتبار أن الطرف الذي نجح في الانتخابات من غير المتوقع أن يكون صديقاً لسورية، لكنه حتمًا أقل شراً وعدوانية من أردوغان ذو الأطماع العثمانية، بحسب وصفه.
أوهام الطغاة!
بينما اعتبرت العضوة “نورا أريسيان” أن ما أسمتها “هزيمة أردوغان” كانت نتيجة لأسباب داخلية تعود إلى محاولة الانقلاب العسكرية، وكذلك حصر صلاحيات كبيرة في يده من جراء تغيير النظام السياسي إلى رئاسي، أما خارجياً فالهزيمة ستؤثر على هيبة أردوغان في الخارج، وأن هذه المؤشرات تدل على أن بعض التغيرات ستطرأ في سياسة تركيا حيال سوريا، وفقاً لما قالت.
هذا وتستمر مثل هذه التصريحات وأشباهها من قبل نظام نسي مسؤولوه وإعلاميوه بأن حزباً واحداً متفرداً بالسلطة يحكمه بالحديد والنار منذ نصف قرت حتى اليوم، وأن عائلة واحدة تحكمه بلا أي انتخابات حقيقية منذ أكثر من أربعين عاماً حتى يومنا هذا!