خلال حفل منحه شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة “موكوغاوا” اليابانية، قام الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بتوجيه لوم وتأنيب شديد اللهجة للمجتمع الدولي عموماً وللاتحاد الأوربي على وجه الخصوص بسبب تراخيه في التعاطي مع الـ.مأساة السورية.
حيث قال أردوغان في معرض كلمته: “لقد فضّل كثير من جيراننا الغربيين الاختباء خلف الأسوار العالية والبحث عن راحة البال خلف الأسلاك الشائكة”. في إشارة منه لعدم تحمل الغرب لمسؤولياته تجاه الشعب السوري.
وتابع قائلاً واصفاً الحال المأساوي للشعب السوري في ظل طغيان نظام الأسد: “للأسف لم يحرك الغرب ساكنًا حيال الأمهات اللواتي احتضنّ جثث أطفالهن الصغيرة، وصرخات الآباء، ومشاهد التعذيب في السجون، ودموع الأطفال الأبرياء”.
وشدد الرئيس التركي على مواقف بلاده المبدئية من القضايا الإنسانية قائلاً: “تركيا ستواصل احتضان المظلومين والمضطهدين دون تمييز بين أعراقهم ومعتقداتهم وألوانهم مهما كانت الظروف”.
إقرأ أيضاً : قرار بتقديم مساعدات مالية للأطفال السوريين دون 6 سنوات في تركيا
وفي وقت سابق وجه الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” نداءً إلى المجتمع الدولي للوفاء بتعهداته والتزاماته حيال اللاجئين السوريين، وتقاسُم مسؤولية أولئك اللاجئين بشكل عادل مع تركيا دون تركها وحيدة في رعايتهم والاهتمام بهم.
وقال أردوغان في رسالة نشرتها رئاسة الجمهورية التركية بمناسبة اليوم العالمي للاجئين بأن مد يد المساعدة للاجئين الهاربين من المجاعات والصراعات والحروب والفقر هو أمر تفرضه الكرامة والضمير الإنساني.
وأشار أردوغان إلى أن التمييز ضد اللاجئين ومعاداة الأجانب وتصاعد العنصرية وإقصاء اللاجئين وتصويرهم كأعداء من قبل الإعلام والسياسيين الشعبويين، كل هذه الأمور أصبحت ملحوظة تماماً وخاصة في الدول الغربية.
واعتبر أردوغان بأن التسامح مع هذه الذهنية العنصرية التي تنسف السلم المجتمعي والتسامح وثقافة العيش المشترك، يمثل تهديدا كبيراً للمستقبل، وخاصة عندما يحث ذلك دون النظر إلى إسهامات اللاجئين الاقتصادية في الدول المضيفة، أو لإثرائهم الحياة الاجتماعية والثقافية.
عدم وفاء بالتعهدات
يشار إلى أن الاتحاد الأوربي كان قد تعهد منذ 29 تشرين الثاني 2015 بتقديم ثلاث مليارات يورو لدعم اللاجئين السوريين في تركيا، كما تعهد في قمة 18 آذار مارس 2016 بتقديم ثلاث مليارات يورو إضافية، وذلك لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين في تركيا ضمن مجالات الصحة والتعليم والغذاء.
إلا أن تركيا اتهمت مراراً الاتحاد الأوربي بالبطء في تسليم تعهداته التي أثرت على وضع السوريين في البلاد، مذكرة بأنها تمكنت من كبح جماح موجة اللجوء الكبيرة إلى دول الاتحاد الأوربي، وبالمقابل تمكنت من استضافة عدد كبير من اللاجئين على أراضيها دون تلقي أي دعم مناسب في هذا الصدد.