الوضع الروسي في سوريا بات أشبه بمستنقع كبير وقعت فيه قوات الاحتلال الروسي دون أن تعي حتى الآن حجم خسارتها فيه، وهي رغم كل شيء لازالت تكابر وترفض الاعتراف بأي خسارة، بل على العكس، تتبجح بدورها “الإيجابي” في سوريا.
هذه الحقيقة أكدها الباحث والكاتب السوري “أحمد أبازيد”، قائلاً بأن روسيا تلقت هزيمة كبيرة وخسائر مستمرة جرَّاء العملية العسكرية التي تشنها على إدلب منذ أشهر، إلا أنها ترفض الاعتراف بذلك.
وقال أبازيد بأن الفصائل الثورية شنت يوم أمس هجوماً مباغتاً على مواقع الميليشيات الروسية على محور الحويز غرب حماة، وتصدت اليوم لعدة محاولات اقتحام على محوري تل ملح والجبين، ولم تتوقف المعارك اليومية طيلة الفترة الماضية، ما يجعل خسائر روسيا في تعداد مرتفع وباستمرار.
وأضاف في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع “تويتر”: “روسيا لا تريد الاعتراف بالهزيمة، وترد على خسائرها اليومية بقصف المدنيين”.
قوات الثوار أمس قامت بعملية هجومية نحو الحويز، وتصدّ اليوم محاولات اقتحامية من الميليشيات التابعة للروس على تل ملح والجبين، خسائر النظام والروس في عداد مرتفع باستمرار، ولم تتوقف المعارك اليومية طيلة الفترة الماضية
— أحمد أبازيد (@abazeid89) June 28, 2019
روسيا لا تريد الاعتراف بالهزيمة، وتردّ على خساراتها بقصف المدنيين
خسائر بالجملة
وتشير التقارير والدراسات الحديثة إلى إصابة روسيا بخيبة أمل وإحباط من أداء ميليشياتها الهزيل في معارك ريف حماة وريف اللاذقية، وبشكل خاص تلك التي يقودها العميد “سهيل الحسن” والتي تعتبرها رأس حربة ونخبة المقاتلين الموالين لنظام الأسد، إضافةً إلى الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي لحقت بها وعدم تناسبها مع مساحة الأراضي التي سيطرت عليها.
حيث تم توثيق مقتل نحو 400 عنصر وضابط من ميليشيات النمر والفرقة الرابعة على محور “الكبينة” في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي فقط، إلى جانب 365 آخرين نعتهم الصفحات الموالية في معارك ريف حماة.
اما على صعيد قوات الاحتلال الروسية نفسها – والتي تحاول التعتيم على خسائرها – فقد خسرت بدورها ضابطاً وعدة جنود في معارك ريفي حماة واللاذقية جراء تدخلها المباشر في العمليات البرية عقب الأداء المخيب والهزائم الفادحة التي لحقت بالميليشيات الوكيلة عنها تحت ضربات الثوار.
إقرأ أيضاً : احدث الأسلحة الروسية تستخدم في جبهات حماة فما هو سبب فشلهم
وقدَّرت دراسة حديثة أصدرها المرصد الإستراتيجي يوم الأحد الماضي قيمة الخسائر المادية التي تتكبدها روسيا يومياً بملايين الدولارات، جرَّاء إطلاق عناصر الميليشيات قرابة 35 صاروخاً مضاداً للدروع في اليوم الواحد وبشكل عشوائي نتيجة حالة الهلع والخوف التي أصابتهم بعد الإغارات المتتالية للفصائل الثورية على مواقعهم.
يُذكر أن وكالة “سبوتنيك” الروسية الرسمية أكدت قبل أيام استخدام روسيا في عملياتها العسكرية في سوريا وتحديداً في مناطق الشمال مختلف أنواع الأسلحة والعتاد العسكري من ضمنها 70 طائرة مسيرة من أحدث ما تملكه، ما يشكل اعترافاً ضمنياً بالفشل والهزيمة.