لم يعد أي أحد داخل نظام الأسد من سياسيين وإعلاميين وعسكريين في مأمن من بطش هذا النظام نفسه، إذ لا يرحم هذا النظام أي زلة بسيطة تصدر عن أي فرد من أفراد مؤسساته مهما كان سجله حافلاً بالولاء والتشبيح لهذا النظام.
فمؤخراً تناقلت بعض المصادر الإعلامية خبر إلقاء عدد من ضباط وعناصر فرع الشرطة العسكرية بحلب في السجن لأسباب ادعى النظام أنها تتعلق بالفـ.ساد والعـ.صيان.
وأشارت المصادر إلى أن 6 ضباط و25 عنصر أمن داخل مدينة حلب تم الزج بهم في سـ.جون النظام السوري بتهمة تجاهل تعليمات “القيادة العليا” والتعاون مع الشباب المطلوبين إلى الخدمة الإلزامية وتلقي أموال منهم لقاء التستر عليهم.
وبينما تمت إحالة أولئك الضباط والعناصر إلى القضاء العسكري، لم يعرف حتى اللحظة ماهية الحكم الصادر بحقهم أو مصيرهم النهائي، او حتى حقيقة التهم المنسوبة إليهم.
صراع نفوذ وتصفية حسابات
ورغم اشتهار مؤسسات النظام بالفساد المالي والأخلاقي وانتشار المحسوبيات والواسطات، إلا أن النظام بات مؤخراً يعمد إلى تصفية الحسابات داخل مؤسساته نفسها، عدا عن تضارب مصالح حلفائه داخل هذه المؤسسات، والصدام الحاصل بين ممثلي هذه المصالح وتنوع ولاءاتهم.
فلم يعد يخفى على أحد مظاهر الصراع الروسي الإيراني للنفود داخل مؤسسات النظام، حيث باتت تلك المؤسسات تشهد انقساماً واضحاً في الدعم والولاء لصالح إحدى الجهتين.
إقرأ أيضاً : خلاف روسي إيراني كبير بشأن منطقة جنوب حلب
ولعل هذا الصراع قد تجلى أكثر من مرة في محافظة حلب نفسها التي تم اعتقال أولئك الضباط والعناصر فيها، إذا تشهد المدينة وأريافها صراعاً محموماً في النفوذ بين المعسكرين الروسي والإيراني، بل وحتى كان الأمر يتطور لصدام واشتباك مسلح بين الميليشيات التابعة لكل من الطرفين.