تخطى إلى المحتوى

بوتين متمسكاً ببشار: ماذا سيحدث غداً في حال رحيله؟

أثارت المقابلة التي أجرتها صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية مع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” على هامش قمة الدول العشرين في مدينة “أوساكا” اليابانية يوم أمس جـ.دلاً واسعاً بعد أن لوح فيها بمدى تمسكه بنظام الأسد، بل بشخص الأسد نفسه.

ففي أثناء المقابلة، وفي رده على سؤال حول موقفه من بقاء رأس النظام السوري “بشار الأسد” في السلطة، قال بوتين: “عندما تحدثنا حول هذا الموضوع مع الإدارة الأمريكية السابقة، طرحنا عليهم سؤالا: ماذا سيحدث غدا في حال رحيل الأسد اليوم؟”.

وعقب هذا السؤال الذي طرحه بوتين ابتسم أحد الصحفييَن اللذين يجريان المقابلة معه، فبادر بوتين للقول مخاطباً الصحفي الأخر: “من حق زميلك أن يبتسم، لأن الجواب كان مضحكاً لدرجة لا تتصورها! لقد كان ردهم: لا نعلم! فإذا كنتم لا تعلمون ماذا سيحدث غداً، لماذا تحرقون الجسور اليوم؟ هذه الصورة قد تبدو مبسطة، لكن هذا هو الوضع الحقيقي” على حد تعبيره.

إقرأ أيضاً : بوتين يبحث في أوربا عن إدلب

ويكرر الرئيس الروسي هذه الدعابة السمجة منذ سنوات، هو وطاقمه الديبلوماسي وكبار مستشاريه، وكأن اللقاء مع الإدارة الأميركية السابقة لمناقشة الملف السوري كان لمرة واحدة فقط! رغم أن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق “باراك أوباما” عايشت القضية السورية لسنوات.

بشار الأسد وفلادمير بوتين

وهذا إن دل على شيء فهو لا يدل إلا على الاستخفاف بعقول المتلقين، وهو ما يدفع بوتين وأعوانه لهذا النوع من الإجابات السطحية السخيفة، فحتى الائتلاف الوطني المعارض – الذي يعتبر حديث العهد بالسياسة الدولية – لديه خطة متكاملة لليوم التالي بعد رحيل نظام بشار الأسد، فما بالك بالإدارة الأميركية؟

مستمرون في التدمير

تذاكي الرئيس الروسي للإجابة على سؤال من هذا النوع – اليوم وبعد 8 سنوات من الثورة والحرب – وأكثر من نصف مليون قتيل سوري، يشير إلى أن روسيا مستمرة في بلطجتها في سوريا، وليس لديها أي رؤية عما يمكن تسميته بالحل السياسي.

ولا شيء أدل من ذلك سوى الدعم اللامحدود الذي تمنحه روسيا لقوات النظام في تصعيدها العدواني الحالي على محافظة إدلب آخر معاقل المعارضة، بعد أن وقعت بنفسها اتفاقاً لعدم التصعيد مع تركيا في أيلول سبتمبر الماضي، مبررة نقضها للاتفاق استناداً إلى حجج واهية لا أساس لها ولا دليل، سوى رغبتها اللامتناهية في دعم الطغاة وتثبيت مصالحها مهما كلف الأمر من دم ودمار.

مدونة هادي العبد الله