في سياق ردود الفعل الدولية إزاء التصعيد الذي يشنه نظام الأسد وحلفاؤه على محافظة إدلب ومحيطها في الشمال السوري، أعلنت منظمات أممية وإنسانية دولية يوم أمس الخميس حملة عالمية باسم “العالم يراقب” للتضامن مع ثلاثة ملايين مدني في المحافظة .
وشاركت في الحملة 11 منظمة ليعلن الجميع تضامنهم ووقوفهم إلى جانب المدنيين في الشمال السوري الذي يتعرض لحملة قصف ممنهجة من قبل النظام و “ضامنه” الروسي، محذرين في الآن ذاته من “كابـ.وس إنساني” في محافظة إدلب.
وقال مسؤولو المنظمات المشاركة في بيان مشترك بأن المدنيين في إدلب يواجهون الصراع المسلح ويحتاجون بشدة إلى الحماية، مشددين على أن الكثير من المدنيين قد مـ.اتوا بالفعل في ظل اكتظاظ المحافظة بثلاثة ملايين مدني بينهم مليون طفل.
إقرأ أيضاً : منظمات دولية تطالب العالم بالضغط على روسيا والنظام لأجل إدلب
وطالبت المنظمات بضرورة حماية المدنيين في منطقة خفض التصعيد، معربين عن أسفهم لشن هجمات على المستشفيات والمدارس والأسواق، مؤكدين على أنه “حتى الحرب لها قوانين”!
وبالنظر إلى هذا الوضع الاستثنائي الحرج، قدم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “مارك لوكوك” لأعضاء مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء الماضي إحاطة كاملة للوضع الإنساني الحرج في عموم أنحاء سوريا وفي إدلب على وجه الخصوص.
استنكار أممي
وقال لوكوك خلال إفادته: “أسبوع بعد أسبوع، شهر بعد شهر، سنة بعد سنة، أطلعكم على المعاناة الإنسانية في سوريا، وناشدتكم مراراً حماية المدنيين، لضمان وصول المساعدات الإنسانية، ضمان التزام الأطراف التزاما تاما باحترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.
وأضاف بقوله: “مراراً وتكراراً، أعود هنا لأخبركم بأحدث أعمال الرعب الذي يواجه المدنيين، وفشل الأطراف في تنفيذ التزاماتها الأساسية، وأكرر دعوتي مرة أخرى اليوم إلى ضرورة تخفيف المعاناة وإنقاذ الأرواح وإنهاء القتال، حيث يستمر القتال بلا هوادة على الرغم من جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار”.
وتابع قائلاً بعد عرضه لعدد القتلى الكبير من المدنيين السوريين في مناطق إدلب وريف حماة: “هناك سبب وجيه للقلق، ففي 20 حزيران يونيو أصيبت سيارة إسعاف تنقل امرأة مصابة في معرة النعمان بريف إدلب، مما أدى إلى مقتلها وقتل ثلاثة من الأطباء، يجب أن نرى نهاية لهذه الهجمات على العاملين في المجال الطبي”.
يشار إلى أن هذا التصعيد العدواني منذ أواخر شهر نيسان الماضي تسبب بسقوط أكثر من 700 قتيل وتشريد أكثر من نصف مليون مدني من مناطقهم، إضافة إلى دمار كبير وقصف ممنهج يستهدف البنى التحتية والمرفق الحيوية والتجمعات السكانية.