بالرغم من أن القضية السورية بشكل عام باتت الشغل الشاغل لكل المحافل الدولية في الآونة الأخيرة، إلا أن حضور القضية السورية في قمة العشرين الأخيرة التي انعقدت في أوساكا باليابان كان رمزياً وهامشياً وغير بعيد الصدى.
فصحيح بأن الملف السوري حضر خلال هذه القمة بشكل أو بآخر، وخاصة ما تتعرض له محافظة إدلب في الشمال من قصف متكرر، إلا ان هذا الحضور كان خجولاً وسطحياً في كل من اللقاءات الثنائية التي جمعت بين كل من رؤساء تركيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية كلٌ على حدة.
وصدرت بيانات صحفية حول اللقاءات، كما تحدث الرؤساء في مؤتمرات صحفية، لكنها جميعاً اكتفت بالتلميح إلى الأوضاع في سوريا دون التطرق إلى التفاصيل.
إقرأ أيضاً : الرئيس التركي في قمة العشرين متحدثاً عن شؤون المنطقة وسوريا
ولم تلق المسألة السورية والمعارك التي تعصف بوضع نحو أربعة مليون سوري في الشمال، في ظل استمرار القصف من قبل النظام السوري وحليفه الروسي، اهتمامًا كبيرًا من قبل زعماء القمة، وخاصة أولئك المعنيين منهم بالقضية السورية بشكل مباشر.

فالقمة الثنائية بين أردوغان وبوتين لم يذكر فيها اسم سوريا أساساً أمام عدسات الكاميرات! وخلال مؤتمر صحفي للرئيس الروسي قال بأنه أخبر الرئيس الأمريكي حول “البؤر الإرهابية” التي لا تزال موجودة في إدلب، معتبراً بأنه “لم يكن هناك ضرورة للدخول في التفاصيل على مستوى الرؤساء، فالحوار مع الأمريكيين بشأن سوريا يجري على مستوى الخبراء” على حد وصفه.
وفي رده على سؤال حول بحث التطورات في إدلب مع الرئيس التركي قال بوتين: “نحن على تواصل مستمر، لا أعتقد أنه من المفيد الحديث خلال المؤتمر الصحفي عن هذه التفاصيل، لكن الأمور تحت السيطرة” وفقاً لما قال.
مواقف عابرة
أما الرئيس التركي فقد تحدث باختصار حول ملف سوريا، وخاصة حول استهداف نقاط المراقبة التركية من قبل قوات الأسد، مؤكدًا بأنه “لا يمكن تجاهل موضوع إدلب في أي لقاء لي مع بوتين”، دون أن يتطرق لأية تفاصيل أخرى.

أما الرئيس الأمريكي فاكتفى بالحديث حول قضية القوات الكردية ومحاولة تركيا القضاء عليها، وأكد أنه طلب من الرئيس الروسي تخفيف التوتر والقصف على إدلب، لكن في الوقت نفسه أقر بوجود “نحو 30 ألف إرهابي في إدلب” على حد وصفه، مؤكداً على ضرورة تجنيب المدنيين لأعمال القتال.
بينما صرحت المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” على هامش القمة بأن هناك قمة رباعية قريبة سوف تنعقد في إسطنبول التركية بخصوص الوضع في سوريا، وستضم كلاً من زعماء تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، على غرار القمة المماثلة التي حدثت العام الماضي، فيما لم تحدد بدقة موعد هذه القمة.