تخطى إلى المحتوى

بوتين يتحدث عن انجازاته في سوريا ويكشف مدى تمسكه بالأسد

لم تتوقف الدعايـ.ة السياسية الروسية عن التر ويج للدور “الإيجابي” الذي بذلته في سوريا بحسب زعم السياسيين والعسكريين والإعلاميين الروس، وذلك رغم تثبيتهم لنظام غير شرعي ومنـ.بوذ من قبل المجتمع الدولي، وتسببهم بعشرات الآلاف من الضـ.حايا المدنيين في سبيل حربهم المزعومة على “الإرهاب”.

آخر مظاهر هذه الدعاية التي تصر روسيا على ممارستها ، كان مقابلة للرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” مع صحيفة “فاينينشال تايمز” البريطانية، تم إجراؤها على هامش التحضير لقمة الدول العشرين في مدينة “أوساكا” اليابانية سوم أمس.

وزعم بوتين خلال المقابلة بأن روسيا كان لها دور كبير وأكبر مما كان متوقعاً في حفظ الأمن بسوريا ومنع الفوضى فيها، رغم الخ. طر الكبير الذي ته-دد التدخل الروسي على حد زعمه.

وقال بوتين: “فكرت في هذا الموضوع مسبقاً وجيداً وقيمت كل الملابسات والإيجابيات والسلبيات، كما قيمت سيناريوهات تطورات الأوضاع حول روسيا وما هي التداعيات بالنسبة إليها، وتحدثت عن ذلك مع المساعدين والوزراء، وليس فقط من الأجهزة الأمنية العسكرية وإنما مع كبار المسؤولين الآخرين”.

وتابع بقوله: “اعتبرت في نهاية المطاف أن النتيجة الإيجابية من مشاركتنا النشطة في الشؤون السورية ستكون بالنسبة إلى روسيا ومصالحها أكبر بكثير من تداعيات عدم التدخل والتفرج السلبي على تنامي قوة الإرهاب الدولي قرب حدودنا” على حد تعبيره.

إقرأ أيضاً : بوتين يكشف مدى تمسكه بالأسد في السلطة ورأيه حول الانتقال السياسي

وتابع الرئيس الروسي: “أعتقد بأن قرار تدخلنا بسوريا كان إيجابياً وحققنا أكثر مما كن نتوقعه، فأولاً، تم القضاء على عدد كبير من المسلحين الذين خططوا للعودة إلى روسيا أو دول جوارها التي لا نقيم نظام تأشيرات الدخول معها، والحديث يدور عن عدة آلاف من الأشخاص” بحسب زعمه.

وواصل بوتين قائلاً: “ثانياً، تمكنّا من إرساء استقرار في المنطقة القريبة منا جغرافيا، وهذا أيضا أمر بالغ الأهمية، وبالتالي أثرنا بشكل مباشر على ضمان أمن روسيا في داخل البلاد نفسها، وهذا ثالثاً”.

الرئيس الروسي فلادمير بوتين

واستطرد: “رابعاً، أقمنا علاقات جيدة وعملية مع كل دول المنطقة، ومواقعنا في الشرق الأوسط أصبحت أكثر استقراراً، وقمنا ببناء علاقات طيبة وعملية وقائمة على مبدأ الشراكة أو التحالف مع كثير من دول المنطقة، ليس فقط مع تركيا وإيران، وإنما مع بلدان أخرى” وطبعاً لم يذكر بوتين شراكته الاستراتيجية والهامة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي التي صرح مراراً بأن أمنها هو أهم هدف له في المنطقة.

وتابع بوتين: “هذا الأمر يتعلق قبل كل شيء بسوريا نفسها، حيث تمكنّا من الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومنع اندلاع الفوضى هناك مثلما حصل على سبيل المثال في ليبيا، ومنعنا تطور الأحداث بصورة معاكسة، الأمر الذي كان سيأتي بتبعات سلبية بالنسبة لروسيا”.

وتابع بوتين بكل وقاحة: “كذلك سأقول مباشرة دون إخفاء بأننا تمكنا من تعبئة قواتنا المسلحة، التي تلقت خبرة لا يمكن تصورها في أي تدريبات في الأجواء السلمية”. أي أنه يعترف ويفتخر بأن أرض سوريا وشعبها كانت مجرد حقل تدريبات لجيشه!

مصير الأسد

وفي رده على سؤال حول موقفه من بقاء رأس النظام السوري “بشار الأسد” في السلطة، قال بوتين: “أنا من مؤيدي تقرير الشعب السوري لمصيره بشكل مستقل، لكن مع ذلك أرغب بأن تكون كل الأعمال من الخارج مدروسة مثلما كان الوضع المتعلق بالمخاطر التي سألتني عنها، والتي كانت قابلة للتنبؤ ومفهومة، وذلك لكي يكون بإمكاننا دراسة خطوة تالية واحدة على الأقل.

وأوضح متابعاً: “عندما تحدثنا حول هذا الموضوع مع الإدارة الأمريكية السابقة، طرحنا عليهم سؤالا: ماذا سيحدث غدا في حال رحيل الأسد اليوم؟”.

وعقب هذا السؤال الذي طرحه بوتين ابتسم أحد الصحفييَن اللذين يجريان المقابلة معه، فبادر بوتين للقول مخاطباً الصحفي الأخر: “من حق زميلك أن يبتسم، لأن الجواب كان مضحكاً لدرجة لا تتصورها! لقد كان ردهم: لا نعلم! فإذا كنتم لا تعلمون ماذا سيحدث غداً، لماذا تحرقون الجسور اليوم؟ هذه الصورة قد تبدو مبسطة، لكن هذا هو الوضع الحقيقي” على حد تعبيره.

جنود روس في قاعدة حميميم البحرية

وختم بوتين بالقول: “لهذا السبب نفضل التفكير مفصلاً في الأمر ودراسته دون استعجال، بالطبع ندرك جيداً ماذا يحدث في سوريا، وهناك أسباب داخلية لهذا النزاع، ويجب حلها، لكن هذا التحرك يجب أن يأتي من الجانبين، وأقصد الطرفين المتنازعين”.

وتصريحات بوتين الأخيرة هذه بالذات تكشف مدى تمسك روسيا بنظام الأسد – بل بالأسد نفسه – وإيهامها للمجتمع الدولي بأن سوريا سوف تغرق في الفوضى والظلام إذا مارح هذا النظام ورأسه، وكأن البلاد لم تعد “للعصر الحجري” في الأعوام الثمانية الماضية بسبب هذا النظام!

مدونة هادي العبد الله