قد لا نبالغ إذا ما قلنا بأن أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان – البلد الجار الأكثر قريباً لسوريا نفسها – هي الأسوأ من بين كل البلدان الأخرى التي تستضيف اللاجئين السوريين في العالم كله.
فمع إجراءات حكومية صـ.ارمة، وتضييق من بعض البلديات والأجهزة الأمنية، ومعاملة عنـ.صرية من بعض الفئات الشعبية بل وحتى الحكومية أيضاً، وأضف إلى ذلك كله قربهم وتماسهم المباشر مع العدو الذي هربوا منه أساساً، ألا وهو النظام السوري وميليشيات إيران، مع هذا كله وأكثر … باتت حياة السوريين في لبنان أشبه بكابوس حقيقي!
وفي آخر ما وصل من أخبار التضييق على اللاجئين السوريين في لبنان، قررت بلدية منطقة “عرسال” تمديد المهلة التي منحت للّاجئين السوريين لهدم الغرف التي بنوها في المخيمات المخصصة لهم.
وكانت السلطات اللبنانية في وقت سابق قد أمهلت اللاجئين السوريين حتى نهاية شهر حزيران يونيو السابق لهدم جميع الغرف الحجرية والاسمنتية التي بنوها، إلا أنها صرحت مؤخراً بتمديد هذه المهلة فترة إضافية غير محددة.
إقرأ أيضاً : برغم المصير الذي ينتظره .. الأمن اللبناني يسلم ناشط سوري إلى نظام الأسد
وقال رئيس بلدية منطقة عرسال “باسل الحجيري” بأن السلطات اللبنانية وافقت على منح مهلة جديدة للاجئين السوريين المخالفين، ولن يتحرك الجيش اليوم الاثنين لإزالة “الخيم الاسمنتية”.
وأرجع الحجيري قرار السلطات إزالة تلك الغرف إلى “محاربة التوطين وفكرة البقاء الكامل للسوري، ولكي يشعر دائماً أنه في دولة فيها قانون وملاحق” على حد زعمه.
ويوجد في عرسال قرابة 126 مخيماً يقطنها نحو 60 ألف لاجئ سوري، وكانت أول منطقة تشهد ظهور ما يُعرف بـ “مخيمات الأسمنت” ما أثار مخاوف من توطين محتمل لدى السلطات اللبنانية.
وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية قد أشارت في وقت سابق إلى إن السلطات اللبنانية شنت حملة على اللاجئين السوريين أجبرت من خلالها خمسة آلاف عائلة على هدم منازلها، وذلك في إطار الضغط اللبناني على اللاجئين “للعودة إلى بلادهم”.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها بأن بلدة عرسال الحدودية بين لبنان وسوريا التي تحوي الآلاف من اللاجئين السوريين، دخلت يوم الجمعة الماضي في سباق مع الزمن، حيث نفذ شباب من أهالي المخيم عملية هدم وتفكيك للمنازل المؤقتة خوفاً من ان يقوم الجيش بترحيلهم.
تصاعد الخطاب العنصري
ويستضيف لبنان حوالي مليون ونصف مليون لاجئ سوري، ويشكو من أنهم يمثلون “ضغطاً على موارده المحدودة” كما يدعي مسؤولوه الرافضون لوجود السوريين، رغم كون الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تتحمل كامل مسؤولية رعاية اللاجئين على الأراضي اللبنانية، بل وتساعد الحكومة ذاتها أيضاً في هذا الصدد.
ورفض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، في بيان صحفي سابق له خطابات الكراهية والعنصرية التي تعمل أطراف رسمية على إطلاقها ضد اللاجئين السوريين في لبنان، محذراً من النتائج التي ستترتب على استمرار التصعيد والتحريض ضد اللاجئين السوريين والمشاركة في نشر وتعميم موجة الكراهية والعنصرية والشعبوية المقيتة التي يروج لها وزير الخارجية اللبناني “جبران باسيل” وهو الخطاب الذي سيرتد على أصحابه.