في ظل الوضع القلق الذي يحياه أركان نظام الأسد وعلى رأسهم عائلة الأسد نفسها، يتزايد خوفهم من الانقلاب عليهم أو ملاحقتهم دولياً أو حتى قدوم اللحظة التي سينتصر فيها الشعب السوري عليهم.
وفي هذا الصدد، يعمد رجال النظام السوري إلى اتخاذ مختلف الاحتياطات الأمنية والتحصينات الميدانية في مناطق عملهم أو إقامتهم أو نفوذهم بهدف تأمين أنفسهم بأقصى حماية ممكنة تحسباً لأي أحداث طارئة.
وفي هذا السياق كشفت صور جوية حديثة عن البدء بحفر نفق ضخم إلى جوار قصر جديد أمر بإنشائه شقيق رأس النظام السوري اللواء “ماهر الأسد” تحت إشراف خبراء من كوريا الشمالية، وذلك بعد تعيينه (رسمياً هذه المرة) قائداً للفرقة الرابعة في العام الماضي.
إقرأ أيضاً : قيادي في الجبهة الوطنية يكشف سبب ظهور ماهر الأسد وجميل الحسن بريف حماة
ويقع القصر غرب مقر قيادة الفرقة الرابعة، وبدء بنائه عام 2010، كما شوهدت عشرات الآليات التي تحمل الاسمنت المجبول تدخل إلى هذا النفق على مدى الأشهر الماضية، مما يدل على مدى التحصين الذي يتم داخل هذا النفق.
ويبلغ ارتفاع منسوب مدخل النفق حوالي 1100 متر، بينما يصل ارتفاع التلة التي يتوضع عليها القصر 1133 متر، أي أن سماكه الصخور فوق النفق 35 متراً من الصخر القاسي، كما يتم حالياً سقف مدخل النفق بالإسمنت المسلح أيضاً بغية حمايته وتمويهه.


وأكدت المصادر بأن القصر القديم لماهر الأسد يضم أيضاً نفقاً مشابهاً، وتم إنشاؤه أيضاً بخبرات من كوريا الشمالية، وهذا يدل على مدى الرعب الذي تعيشه هذه الأسرة لكي لتقوم بتحصينات كهذه بالقرب من أماكن سكنها وإقامتها.
ماهر الأسد،وتجاذب الولاءات!
ومن المعروف عن ماهر الأسد ارتباطه بإيران وولائه لها، الأمر الذي يضعه في الآونة الأخيرة ضمن الدائرة المستهدفة من قبل كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بل وحتى حليفته روسيا، كونهم متفقين جميعاً على إنهاء الوجود الإيراني من سوريا بشكل نهائي.
إلا أن روسيا تحاول في الفترة الأخيرة استمالة ماهر الأسد إلى طرفها وإبعاده عن إيران، وذلك بالتنسيق معه للاستفادة من قدرات فرقته الرابعة على جبهات إدلب وريف حماة، ولطرحه كبديل عن رجلها “سهيل الحسن” الذي أثبت فشله الذريع في معارك حماة الأخيرة.