يحاول مؤيدو النظام السوري وحلفاؤه استغلال الأحداث السياسية الداخلية في تركيا لتمرير أجنداتهم ومخططاتهم التي تستهدف الشعب السوري وثورته المحقة في سبيل الحرية والكرامة.
ويعمد موالو نظام الأسد مؤخراً إلى الربط بين مواقفهم وتعصبهم الأعمى لنظام قاتل مجرم، وبين فوز المعارضة التركية في الانتخابات المحلية الأخيرة وبالأخص في ولاية إسطنبول التي فازوا بها مجدداً رغم الإعادة التي جرت مؤخراً.
وفي هذا السياق، تداول ناشطون سوريون في الآونة الأخيرة صوراً ومقاطع فيديو لشاب سوري يسير ضمن حشد من مؤيدي المعارضة التركية، مرتدياً علم نظام الأسد ومردداً عبارات موالية له، الأمر الذي أثار انزعاج كبيراً بين السوريين المقيمين في تركيا والذين نزحوا من ديارهم هرباً من أولئك الشبيحة وشرور نظامهم.
إقرأ أيضاً : نواب أتراك يدافعون عن السوريين وينفون شائعات انتشرت بحقهم
ويظهر هذا الشاب الموالي للأسد في عدة مقاطع فيديو وهو يقول: “هذا الانتصار العظيم – يعني انتصار المعارضة التركية – هو انتصار لرجال الله، وهذا الفوز هو إهداء لرجال الجيش العربي السوري” على حد قوله.
وأضاف موجها كلامه للسوريين: “إذا أردتم معارضة فهكذا تكون المعارضة، وعاشت سوريا الأسد ومنصورين بعهد الله … تركيا ستكون مع سوريا يداً واحدة”.
خلايا استخباراتية
وإثر موجة الاستنكار التي عمت أوساط السوريين بعد انتشار هذه المقاطع والصور، تسائل السوريون عن كيفية السماح لشخص مثل هذا بتأييد جيش النظام علناً وفي قلب إسطنبول، بينما قتل هذا الجيش المجرم جندياً تركياً قبل أربعة أيام فقط!
ويسود في الفترة الأخيرة اعتقاد سائد بوجود خلايا استخباراتية لنظام الأسد داخل تركيا، تعمل على تأجيج الفتن بين السوريين والأتراك، وتسعة بكل جهدها لتشويه صورة اللاجئين السوريين في تركيا بمختلف الممارسات المستهجنة التي لا تمت للسوريين بأية صلة.
ويؤكد هذا الاعتقاد كل الأحداث والصدامات المتوالية بين السوريين والأتراك، والتي يُعرف بعد التحقيق في أسبابها بأن تلك الأسباب كانت ملفقة وغير حقيقية، وأن جهات مغرضة كانت تقف خلفها، كما يدعم هذا الاعتقاد ذاك الفيديو الذي انتشر علانية في الفترة الأخيرة ليؤكد فيه مؤيدو النظام وشبيحته ومخبروه بأنهم في تركيا، وأنهم يقومون بعملهم على أكمل وجه!