تخطى إلى المحتوى

الروس يلاحقون ابن عمة بشار “ذو الهمة شاليش” بعد تقليص نفوذه

يمتد النفوذ الروسي في الفترة الأخيرة ليتغلغل في مفاصل صنع القرارات العليا ضمن عائلة الأسد وحاشيتها المقربة، وذلك في سياق مسعى روسي للسيطرة بشكل كامل على كامل مفاصل النظام السوري ومؤسساته وقياداته.

آخر أهداف الروس في هذا الصدد كان اللواء “ذو الهمة شاليش”، الذي تعرض في الآونة الأخيرة إلى تضييق على حرية حركته في الداخل السوري، فضلاً عن تقليص مرافقته وموكب سياراته، بينما شاعت بعض الأخبار عن فرض الإقامة الجبرية عليه لأسباب لم يعلنها أحد.

ومن المعروف بأن ذو الهمة شاليش – 69 عاماً – هو من مواليد القرداحة مسقط رأس آل الأسد، وهو ابن عمة رأس النظام بشار الأسد، كما يخضع للعقوبات الغربية منذ العام 2011 لتورطه بالعنف ضد السوريين إبان الثورة السورية.

وقد صرح مصدر مقرّب من الروس بأن شاليش متورط بعملية تهريب لعميل مخابرات دولة مجاورة لسوريا – لم يُسمها نظراً لحساسية المعلومة – بالتنسيق مع وُسطاء إيرانيين، حيث عرف شاليش بوجود خطة روسية لإلقاء القبض على ذلك العميل فسرّع بعملية تهريبه.

إقرأ ايضاً : روسيا تأمر الأسد بتأسيس فرع أمني جديد خشية الانقلاب عليه

وأكد مصدر بأن قوات روسية مدعومة بوحدات من “المكتب الأمني” في القصر الجمهوري، اعتقلت بعض المقربين والقائمين بأعمال شاليش في دمشق واللاذقية، وتم تحويلهم إلى التحقيق في أحد الفروع الأمنية.

هذا الأمر دفع الروس لفتح قضايا متعددة متخمة بالفساد تتعلق بشاليش، بينها التعامل مع فصائل الغوطة الشرقية، وتهريب الآثار والعملة الصعبة، والتنسيق لعمليات بيع سلاح للمعارضة السورية في ريف اللاذقية وريف دمشق.

هذا وقد خضع شاليش وشركاته للعقوبات الأميركية منذ العام 2005 بعد اثبات تورطها بخرق نظام العقوبات على النظام العراقي السابق، وبحسب القرار رقم 13315 الصادر عن وزارة الخزانة الأميركية، فإن شركة ذو الهمة ساعدت النظام العراقي على الحصول على الأسلحة عبر التحايل على الموردين وتزوير وثائق البضائع.

كما يخضع شاليش – إضافة لبعض ضباط الحلقة الضيقة في النظام – لتهمة نقل أسلحة كيماوية كانت لدى الجيش العراقي إلى سوريا قبيل الغزو الأميركي للعراق.

وشملت التحقيقات الأخيرة التي أجراها الروس عمليات ابتزاز قام بها مقربون من شاليش وعاملون باسمه، وذلك بحق أشخاص مالكين لعقارات وأراض زراعية في ريفي دمشق واللاذقية، تم شراؤها لصالح شاليش بأسعار زهيدة، بعد الضغط على أصحابها.

وقالت المصادر بأن التنسيق الكبير بين شاليش والجانب الإيراني، وتوظيف مقدراته المالية واللوجستية وميليشياته لمصلحة ميليشيا “حزب الله” وميليشيا “الحرس الثوري” هي من الأسباب الرئيسية لفتح ملفاته ونية محاسبته.

محاولات للتغلغل

ولا يُعرف فعلاً المدى الذي سيذهب فيه الروس في قص أجنحة شاليش، إلا أن المؤكد هو أنهم سيستفيدون كثيراً من اختراق شبكات علاقاته المتشعبة، لتطويعها واستخدامها للهيمنة على النظام السوري بشكل أعمق وأكثر إحكاماً.

ويبدو بأن روسيا عبر هذه الإجراءات، لا تسعى فقط لوقف التغلغل الإيراني في سوريا، بل تسعى للهيمنة على جميع الشبكات الشرعية وغير الشرعية لدى النظام، ولا يتعلق الأمر بأي شكل من الأشكال بمكافحة الفساد، بل بتصفية الحسابات، وخاصة في ظل الحديث عن وجود صفقة وقعتها روسيا مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل للتعهد بإخراج إيران من سوريا مقابل الاعتراف بشرعية الأسد ورفع العقوبات عنه.

مدونة هادي العبد الله