تتزايد حالة السخط وعدم الرضى بشكل عام في أوساط مؤيدي النظام، وبالأخص من الحلقة الضيقة من قاعدته الشعبية الأكثر ولاءً في الساحل السوري الذي يعتبر الخزان البشري الأساسي لجيش النظام وأجهزته الأمنية.
حيث أكدت دراسة أمنية حديثة تصاعُد الاحتقان الشعبي في كل من محافظتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين، واللتين تعتبران أبرز معاقل نظام الأسد، وذلك بسبب الأزمـ.ات الاقتصادية والأمنية التي تعصف بالمنطقة.
وأوضحت الدراسة بأن الأوضاع الاقتصادية المتردية والانفلات الأمني الكبير في تلك المناطق، إضافةً إلى رفض نظام الأسد إنهاء الخدمة العسكرية لأبناء تلك المناطق ذاتها منذ ثماني إلى اليوم، وحالة الخـ.وف والأذى النفسي التي يعيشونها جرَّاء المعارك الدائرة على محاور إدلب، جميعها أدت إلى تزايد حالة الاحتقان وعدم الرضى الشعبي العام.
إقرأ أيضاً : عودة الاشتباكات إلى القرداحة ولكن هذه المرة بين أكبر عائلتين في المدينة
وأشارت تلك الدراسة الصادرة عن “المرصد الإستراتيجي” مؤخراً إلى وجود حالة من التذمر في مدينة طرطوس، والتي يعود أحد أسبابها العديدة إلى العقد المبرم مع روسيا على تأجير مرفأ المدينة لمدة 49 عاماً، وتشكيك الأهالي بجدية ذلك العقد ومدى فائدتهم منه، وخاصة مع إعلان عدة جهات روسية بأن جميع العاملين في المرفأ سيكونون من المواطنين الروس فقط.
كما تتزامن هذه الاحتجاجات مع وصول العشرات من جثث الضباط والمجندين من أبناء المنطقة والذين قتلوا في معارك إدلي وحماة الأخيرة، وسط انتشار أنباء عن تحفظ النظام على عدد كبير من القتلى والجرحى الذين سقطوا في ذات المعركة.
“الطائفة” تستغيث!
ولفتت الدراسة إلى توجيه أحد مشايخ الطائفة العلوية – طائفة عائلة الأسد وحاشيته – رسالة إلى قائد قاعدة حميميم العسكرية الروسية يطالبه بالتدخل لوقف الأوضاع المزرية التي وصلت إليها المنطقة، مهدداً بتشكيل ميليشيا جديدة من أبناء الساحل لحماية قراهم وبلداتهم.
إذ تشهد بلدات ومدن الساحل السوري أوضاعاً أمنية منفلتة إلى أقصى الحدود في ظل السيطرة الوحشية المطلقة لمافيات آل الأسد وشاليش ومخلوف وغيرها من العائلات الكبرى التي تحكم المنطقة وتتحكم بمواردها وأهلها في سياق ممارساتهم الإجرامية من تهريب السلاح والمخدرات والعملة الصعبة.