تخطى إلى المحتوى

بوتين يستمر في الكذب وحجته الجديدة للتصعيد على إدلب

لا يدخر النظام الحاكم في روسيا أي جهد لتبرير ممارساته بحق الشوب الثائرة ودعم أسوأ الأنظمة القمعـ.ية حول العالم، وشعار الروس في هذا الصدد: اكذب واكذب واكذب … إلى أن يصدقك الناس! وليس رئيس النظام الروسي باستثناء في هذا الصدد، إن لم يكن رأس الحربة أيضاً.

ففي آخر ما تفتقت عنه عبقرية الكذب لدى “فلاديمير بوتين”، وفي سياق تبريره للحملة الإجرامية التي يشنها مع ربيبه المدلل “بشار الأسد” على آخر قلاع الثورة في الشمال السوري، قال: “إن روسيا تشعر بالقلق إزاء تسلل المسلحين من إدلب السورية إلى ليبيا”!

واعتبر الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإيطالي “جوزيبي كونتي” أنّ ما يقلقه بشكل خاص هو أنه يشاهد في ليبيا تركيزاً للمسلحين الآتين من منطقة إدلب السورية، وذلك خطر على الجميع، لأنهم بإمكانهم التنقل من ليبيا إلى أي مكان، على حد كذبه.

إقرأ أيضاً : بوتين يكشف مدى تمسكه بالأسد في السلطة ورأيه حول الانتقال السياسي

بشار الأسد وفلادمير بوتين

ويبدو بأنّ هذه “الكذبة العبقرية” التي ساقها بوتين هي مقدمة لمحاولة استعطاف الجانب الأوروبي، الذي يرفض – ظاهرياً – معاركه في شمال سوريا ضد فصائل الثورة السورية.

بالمقابل قال مصدر في المعارضة السورية بأن روسيا تحاول القول بأنّ التيار التابع للقاعدة يحاول نقل معركته باتجاه منابع النفط في ليبيا، لإعطاء الروس تبريراً وموقفاً قوياً حيال تصعيدهم في شمال سوريا.

وبحسب المصدر ذاته فإن روسيا متمسكة بإدلب، وتسعى لكسب توافق دولي – بحجة محاربة القاعدة – مستفيدةً من تحركات التحالف الدولي مؤخراً باتجاه بعض من وصفتهم الولايات المتحدة الأمريكية بأنهم بعض الجماعات المتطرفة في إدلب.

فشل ذريع، وكذب مكشوف

هذا وقد أثبتت الترسانة العسكرية الروسية التي تدعم نظام الأسد في معاركه الأخيرة بريفي إدلب وحماة فشلها في اقتحام المنطقة أو التقدم فيها، ومن الواضح أنّ روسيا خسرت سياسياً – أو تكاد – حليفها التركي الذي بدأ بفعل التكبر والعنجهية الروسية بالميل باتجاه الحليف القديم “واشنطن”.

جنود روس في قاعدة حميميم البحرية

وبعيداً عن السياق السابق – ومن الناحية المنطقية – يبدو موضوع وصول مقاتلي الفصائل السورية إلى ليبيا امراً مستحيلاً بالكامل! وذلك لأسباب كثيرة، أهمها فارق المسافة، إضافة لاهتمام المقاتلين من أصول سورية بإزاحة الأسد عن الحكم فقط لا غير، دون أي طموحات أخرى قد تكون في ليبيا أو سواها.

وبموجب ما سبق، يبدو بوتين بكذبه المكشوف كمن يحاول تبرير هزيمته وفشله في إدلب التي كسرت غروره وصلفه، وذلك بعد أن انتفخ وانتفش كالبالون إثر انتصاراته الوهمية الرخيصة في باقي الأراضي السورية.

مدونة هادي العبد الله