تخطى إلى المحتوى

درعا تتفلت من قبضة نظام الأسد بحسب تقرير أمريكي

تشهد محافظة درعا في أقصى الجنوب السوري، والتي أشعلت فتيل الثورة السورية في آذار مارس 2011 توقعات بابتعاث الحراك الثوري القديم ضد نظام الأسد، وذلك بعد أن كبّلتها قيود “المصالحات” في مثل هذه الأيام من العام الماضي.

ويؤيد هذه التوقعات تقرير نُشر مؤخراً لمعهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن، يحمل فكرة رئيسية مفادها أن النظام السوري يواجه خطر فقدان السيطرة على درعا نتيجة العمليات التي يشنها “مسلحون مجهولون” في الأشهر الثلاثة الماضية.

وبحسب التقرير فقد تسببت الاغتيالات والهجمات المتكررة على الحواجز والحرائق المفتعلة والاشتباكات المتقطعة في إحداث فوضى تنذر بعودة الحراك الثوري من جديد إلى المنطقة.

إقرأ أيضاً : درعا تربك الأسد من جديد .. دعوات للعصيان المدني والثورة (صور)

الشرطة العسكرية الروسية في درعا

وكان نظام الأسد قد تمكن في تموز يوليو 2018 من إحكام السيطرة على درعا ضمن وساطة روسية استخدم فيها ما يعرف بـنظام “المصالحات”، حيث يمنع على القوات الأمنية والعسكرية التابعة للنظام من الدخول لـ “مناطق المصالحات”، بينما يسيطر النظام على هذه المناطق شكلياً فقط وبتواجد شرطة عسكرية روسية.

وسمحت هذه الصيغة من الاتفاق بالحفاظ على نفوذ الفصائل في تلك المنطقة، مع وجود اختلافات شملت رفع علم النظام، وعودته للعمل في تلك المناطق تحت الإطار المؤسساتي.

وأضاف التقرير بأن هجوم إدلب غير المعادلة تماماً في تلك المنطقة، حيث تركزت معظم قوات النظام في الشمال، مما سمح بعودة الهجمات السريعة على الحواجز التابعة للنظام في الجنوب، وعادت الاغتيالات من جديد، الأمر الذي وضع النظام في مأزق حرج.

وتشير التقديرات إلى وقوع 30 هجوم مؤكد خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط، مما يعني بأن إدلب ليست المنطقة الوحيدة التي تشكل تهديداً للنظام.

أرشيف مظاهرات درعا البلد

هل يعود الحراك الثوري؟

وشهدت درعا في آذار مارس الماضي عشرات المظاهرات في جميع أنحائها احتجاجاً على إقامة تمثال لحافظ الأسد، وشملت المظاهرات مناطق لا تسيطر فيها قوات النظام، إلا أنه رد عبر عمليات انتقامية، شملت عمليات اعتقال، وحالات مضايقة.

وبحسب التقرير، لا يبدو أن درعا انتقلت لحالة “ما بعد الصراع”، ويبدو بموجب الأحداث التي تمر بها أنها ذاهبة إلى مسار تصادمي، وفي الوقت نفسه يواجه النظام فيها تحديات كبيرة، بسبب عجزه عن السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي كانت سابقاً تحت سيطرة الفصائل، وحتى وإن سعى للسيطرة، سيكون لذلك تبعات خطيرة.

مدونة هادي العبد الله

الوسوم: