إجراءات خلّبية وإصلاحات فارغة وقرارات لا فائدة منها على الإطلاق! هذه سياسة نظام الأسد في مناطق حكمه وسيطرته لإسكات أصوات منتقديه داخلياً وخارجياً، وإظهار نفسه بمظهر المصلح الساعي لتطوير البلد، بينما أمور أخرى أهم وأكثر حساسية لا تزال عالقة ولا يجرؤ أحد على تناولها أو الاقتراب منها.
آخر هذه القرارات “الإصلاحية” هو قرار تغيير شكل لوحة أرقام السيارة في سوريا، لتتخذ شكلاً جديداً كلياً، وكأن سوريا انتهت من كل شيء ولم يعد ينقصها إلا تحديث وتطوير لوحات السيارات!
هذا ونشرت رئاسة مجلس الوزراء التابعة لـنظام الأسد على صفحتها في “فيسبوك” يوم أمس، الشكل الجديد للوحات السيارات داخل المناطق التي يسيطر عليها النظام.
إقرأ ايضاً : مشروع مضاد للقانون رقم 10 للحفاظ على أملاك السوريين
ويظهر في الصورة شكل اللوحة، التي قالت إنها تمثل النموذج الجديد للوحات السيارات التي يُعمل عليها حاليًّا من قِبَل وزارة النقل التابعة للنظام.
وبموجب اللوحة الجديدة سيتم إلغاء أسماء المحافظات من اللوحات وإضافة رقم جديد في اللوحة لتصبح سبعة أرقام، على أن يتم تنفيذ المشروع خلال سنتين.
قرارات فارغة
وكان وزير النقل لدى حكومة نظام الأسد “علي حمود” أعلن بأن الوزارة تعمل على مشروع جديد يهدف لاستبدال لوحات السيارات الموجودة حاليًّا بلوحات أخرى تراعي أفضل المواصفات والمعايير العالمية، وأن اللوحات الجديدة ستكون بمواصفات فنية عصرية وعلامات عالية للأمان والجودة بشكل يراعي المعايير العالمية، على حد قوله.
غير أن مراقبين رأوا بأنها قد تكون مجرد وسيلة من النظام لجمع المزيد من الأموال من جيوب المواطنين المثقل كاهلهم بالأعباء، مثلما حدث في مصر سابقاً قبيل ثورة الشعب المصري في كانون الثاني يناير 2011.
مراقبون آخرون رأوا بأن تغيير اللوحات هو تكريس للسيطرة الروسية على سوريا وصبغ سوريا بصبغة الاحتلال الروسي في كل شيء، إذا أن الشكل الجديد المعلن عنه للّوحة مشابه إلى حد كبير لنموذج اللوحات المستخدم في روسيا نفسها!