لقد باتت مناطق سوريا الشرقية محط انظار سباق محموم للسيطرة من قبل دول كبرى ودول إقليمية معنية بالشأن السوري، وذلك لغناها بمختلف أنواع الثروات الطبيعية البكر التي لم تستثمر بعد.
وبعد انحسار تنظيم “داعش” عن تلك المناطق، سيطرت ميليشيات “قسد” الإرهابية الانفصالية على كامل الشرق السوري تقريباً، مما جعلها ترتهن لمختلف أنواع العروض والدعم والسيطرة من مختلف الدول.
ورداً على ذلك، وجَّه “رافع عقلة الرجو” شيخ عشيرة “الشعيطات” إحدى أكبر العشائر العربية في سوريا طلباً إلى كل من المملكة العربية السعودية والإمارات مطالباً إياهم بكف أيديهم عن مناطق شرق سوريا وعدم دعم ميليشيات “قسد”.
إقرأ أيضاً : بعد لقاء ترامب وأردوغان إجراءات جديدة للجيش التركي شرق الفرات
وقال الرجو خلال مقابلة مع وكالة “الأناضول” التركية أنه يتحدث باسم جميع العشائر العربية في سوريا، مطالباً كلاً من الرياض وأبو ظبي بالخروج من سوريا والتوقف عن التدخل في مناطقهم ودعم ميليشيات “قسد” فيها، وترك سكانها يديرونها بأنفسهم.
وأكد أن الشخصيات التي التقى بها وزير الدولة السعودي “ثامر السبهان” خلال زيارته إلى دير الزور مؤخراً لا تمثل العشائر العربية، بل وحتى أنهم كانوا في السابق ضمن صفوف تنظيم “داعش” والآن انتقلوا دفعة واحدة إلى تنظيم “قسد”.
واعتبر الرجو بأن دعم السعودية والإمارات لميليشيات “قسد” هو دعم للإرهاب، وأن السبهان اشترى ذمم بعض الشخصيات بالمال ليكونوا ضمن صفوف الميليشيات ولتهدئة الاحتقان الشعبي ضدها وللتحريض ضد الجيش السوري الحر وتركيا على حد قوله.
ودعا الرجو الجانب التركي إلى إنشاء قواعد عسكرية تركية في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، مؤكداً بأن العشائر مستعدة لإرسال ممثلين عن كافة فئات المجتمع السوري إلى أنقرة لمناقشة هذا الموضوع.
محاولات لكسب المكوّن العربي
هذا وتسعى جميع الأطراف الدولية المتدخلة في سوريا لكسب العشائر العربية إلى جانبها، وشهدت الآونة الأخيرة تنافساً كبيراً ونشاطاً مكثفاً بين الولايات المتحدة وحلفائها السعوديين والإماراتيين من جهة، وبين روسيا ونظام الأسد من جهة أخرى، في محاولات عديدة من الطرفين لاستمالة العشائر العربية، وذلك بعقد الاجتماعات والمؤتمرات وتقديم العروض المادية ووعود بإشراك ممثلي العشائر في إدارة المنطقة الشرقية من سوريا.
يشار إلى أن وفداً أمريكياً رفيع المستوى تألف من المبعوث الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري” والسفير “ويليام روباك” وقائد الجيش الأمريكي “بلاك ميران” كانوا قد عقدوا منذ يومين اجتماعاً مع قادة من ميليشيات الحماية وشخصيات من العشائر العربية في حقل العمر النفطي بدير الزور، تم خلاله تقديم وعود بإشراك أبناء المنطقة في إدارتها وجعلها أكثر استقلالية عن ما يسمى بـ “مجلس سوريا الديمقراطية”.