تخطى إلى المحتوى

ثلاثة أسباب يكشفها قيادي في جيش العزة لعودة الثقة الشعبية بالفصائل الثورية

تمر على ثورتنا منذ قيامها سنة 2011 فترات من المد والجزر، وأيام من النصر أو التراجع، ولحظات من الفرح أو الألـ.م، وفي كل ذلك كانت العلاقة بين الثوار والحاضنة الشعبية تخضع للعديد من المتغيرات ونقاط التحول، وخاصة في الأيام الأخيرة التي تشهد أحداثاً قد تقرر مصير الثورة في سوريا إلى الأبد.

وفي هذا الموضوع كتب القيادي في فصيل “جيش العزة” الثوري العقيد “مصطفى البكور” مقالة مطولة على حسابه في “فيسبوك” حملت عنوان “خطوة مهمة بالاتجاه الصحيح لإعادة المجتمع السوري إلى روح الثورة”، تحدث فيها عن عودة ثقة القاعدة الشعبية للثورة بالفصائل الثورية بعد مـ.عارك ريف حماة الأخيرة.

وطرح البكور في مقاله قضية هامة ومحورية في معركة اليوم ضد النظام وروسيا في الشمال السوري، مشيداً بطريقة تعاطي الحاضنة الشعبية مع معارك الثوار، دون اتهام بالتعاون والتقصير والبيع، كما كان يحصل سابقاً.

إقرأ أيضاً : بعد فشلهم المتكرر الروس يبدأون بخطة جديدة في محافظة إدلب

وقال البكور في سياق مقاله بأنه بعد انسحاب الثوار من قرية وتل الحماميات صباح أمس تحت ضغط القـ.صف ، لوحظ بأن أغلبية الحاضنة الشعبية لم يصدر منها اي تخـ.وين أو اتهام بالتهاون أو التقصير أو البيع كما كان يحصل سابقا عندما تخسر الفصائل منطقة أو موقع ما.

العقيد مصطفى البكور

وتابع البكور بقوله: “بل كانت أغلبية الأحاديث والتعليقات والمنشورات والتعليمات تصب في خانة رفع معنويات الجميع من مدنيين وعسكريين وتبرير التراجع والثقة بإمكانية تحرير ما خسرناه اليوم وتحرير مناطق جديدة”.

وتساءل البكور عن حقيقة الذي حصل حتى يتغير موقف الحاضنة بهذا الشكل الجذري، مؤكداً أن المتابع للأحداث في سوريا في الأشهر الأخيرة يدرك بأن ثلاث عوامل أساسية كانت سبباً في فقدان ثقة الحاضنة الشعبية بشكل كبير بالفصائل الثورية في السنتين الاخيرتين.

ثلاثة أسباب

وشرح العقيد البكور بأن العامل الأول يتمثل في: “فُرقة الفصائل وتناحرها ومعارك المعابر وخطوط التهريب والحملات العسكرية والإعلامية المتبادلة بين الفصائل وارتباط أغلبها بقرارات الداعمين من حيث محاور العمل العسكري وتوقيته وحجمه وبالتالي تحول الكثير من المـ.قاتلين بأعين الحاصنة من ثوار يطلبون الحرية الى مرتزقة يحاربون في سبيل مصالح من يدفع لهم المال”.

أما العامل الثاني فهو اتفاقات “استانا وسوتشي” وما أعلن منها وما لم يعلن، والتي كانت المشجب الذي يعلق عليه الجميع أسباب التخاذل والتراجع والتقصير، فالكثير من المتخاذلين كانوا يبررون تخاذلهم بأنهم ملتزمون بالاتفاقيات الدولية وأنهم حريصون على عدم قطع الدعم عنهم من أجل تأمين الاستمرار بالمعركة.

والعامل الثالث هو النشاط المحموم للضفادع والمخذّلين وأرباب الإعلام المسموم وتجاوب بعض الجهلة معهم في ترويج أفكارهم التي كانت تصب بشكل اساسي في خلق شرخ بين الفصائل الثورية والحاضنة الشعبية وترويج فكرة استحالة إمكانية تحقيق النصر على النظام وحلفائه.

إقرأ أيضاً : نمر من ورق صورة تكشف أن سهيل الحسن مجرد ديكور إعلامي

وأضاف البكور: “اليوم ومنذ بدء الحملة العسكرية الروسية على ريف حماه الشمالي وإغلاق كافة المعابر ومنافذ التهريب مع مناطق النظام التي كانت أحد أهم أسباب المعارك الداخلية وتناسي الفصائل لخلافاتها في ظل التهديد الاكبر من الاحتلال الاجنبي وعملاؤهم من مرتزقة الداخل حيث بدأ يشعر الجميع بأن أي خلاف داخلي يجب تأجيله وغض الطرف عنه في ظل وجود الخطر الأكبر المتمثل بالاحتلال الاجنبي الميليشيات الطائفية وعصابات الشبيحة التي تسعى الى القضاء على الثورة السورية وتهجير السوريين”.

ولفت إلى تشكيل غرفة العمليات العسكرية المشتركة وقيامها بتنسيق العمل العسكري على الأرض والذي جعل الحاضنة تشعر بوحدة الفصائل على الأرض وغياب الحديث عن أستانا وسوتشي حاليا ودوليا وانخراط الفصائل الاسيتانية بقوة بالعمل العسكري إلى جانب اخوتهم من باقي الفصائل ألغى فكرة البيع والتخاذل والتقصير من ذاكرة الحاضنة الشعبية التي بدأت تعود لتقف صفا واحدا خلف كل الفصائل الثورية في معركتها مع الاحتلال الاجنبي على أرض ريف حماه الشمالي.

الأمل موجود، والعلاقات تزداد متانة

وختم بالقول: “نعم سقطت الحماميات وتلها لكن ثقة الحاضنة الشعبية بالفصائل الثورية ازدادت وتعمقت ورغبة الحاضنة بدعم الفصائل انتعشت من جديد، وما حملات التبرعات التي قام بها الناشطون لدعم الجبهات وتحصينها الا دليل واضح على تجدد الروح الثورية لدى الحاضنة الشعبية وهذا الامر يبشر بالخير للأيام القادمة ويؤكد بأن الشعب السوري اختار الثورة ضد الظلم والقهر طريقا لا رجعة عنه مهما بلغت التضحيات حتى تحقيق الانتصار الكامل بإسقاط نظام العصابة الاسدية وتحرير الارض السورية من الاحتلال الاجنبي بكافة اشكاله”.

وكان نظام الأسد مدعوماً بحملة قصف روسي قد تمكن يوم أمس من استعادة السيطرة على بلدة الحماميات وتلتها بعد أن سيطر عليها الثوار لأكثر من ثلاثين ساعة مكبدين فيها قوات العدو خسائر كبيرة.

مدونة هادي العبد الله