لقد بات ملف السوريين في تركيا ملفاً حساساً في العديد من جوانبه، والتعامل معه بات يحتاج للكثير من الحكمة والحذر من قبل الحكومة التركية، لكيلا تمس بالجانب الإنساني والأخلاقي لهذا الملف من جهة، ولكي تحاول إرضاء الشارع التركي المتذمر من بعض جوانب هذه الملف من جهة ثانية.
لأجل ذلك قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” إن حكومته ستتخذ خطوات جديدة تجاه السوريين في تركيا، تتضمن ثلاث ملفات هي: التشجيع على العودة، وترحيل مرتكبي المخالفات الكبيرة، واقتطاع الضرائب في المشافي.
تصريحات أردوغان جاءت خلال اجتماع هيئة القرار المركزي في حزب “العدالة والتنمية” الحاكم لتقييم نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة، والذي عقد يوم الخميس الماضي واستمر لثلاث ساعات متواصلة.
إقرأ أيضاً : كاتب تركي يكشف سبب الحملة ضد السوريين في تركيا
إذ أن بعض النواب في الحزب عبروا خلال الاجتماع عن ردة فعل سلبية من الشارع تجاه السوريين، ودعوا لسياسة جديدة تجاههم، فرد الرئيس التركي بقوله: “كان علينا أن نفتح أبوابنا للسوريين، لم يكن بإمكاننا أن نتجاهل ما كان يحدث وفتحنا لهم أبوابنا، تخيلوا لو حدث لنا مثلهم، من الذي سيساعدنا؟”.
وتابع بقوله: “لكن على كل حال، الآن سيكون لدينا خطوات جديدة في هذا الصدد، سوف نتخذ الخطوات اللازمة لتشجيعهم على العودة، سنرحل من ارتكب منهم بعض الجـ.رائم، وسنأخذ الضرائب على العلاج الطبي الذي يتلقونه”، دون أن يذكر أية تفاصيل حول هذه الإجراءات الثلاثة.
مرحلة جديدة
هذا ويشهد السوريين في تركيا ضمن المرحلة التي تلت الانتخابات تشديدًا في تطبيق القوانين، إذ بدأت السلطات التركية إزالة لوحات المحلات العربية المخالفة وغير المطابقة للمعايير، كما فرضت وزارة العمل شروطاً مشددة للحصول على أذونات العمل ورفضت في الفترة الأخيرة العديد من هذه الطلبات.
ويقيم في تركيا حوالي ثلاثة ملايين و600 ألف سوري بدأوا بالتدفق إليها إثر اشتداد قصف نظام الأسد على مختلف المناطق السورية عام 2012 رداً على الثورة الشعبية ضده.