ككل الطغاة في هذا العالم، يسعى الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” للتشبث بالحكم قدر المستطاع ضمن محاولات يائسـ.ة للالتفاف على الدستور والقانون في كل مرة وطوال 18 عاماً من اعتلائه سدة الحكم في روسيا.
فلقد ذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية بأن معاوني بوتين ومستشاريه يعملون على وضع سيناريوهات لبقائه في السلطة بعد انتهاء ولايته الرابعة والأخيرة عام 2024، بينما أظهر استطلاع للرأي تراجعاً جديداً لشعبية حزب “روسيا الموحدة” الحاكم إلى أدنى مستوى منذ عام 2006.
وأوضح أحد المصادر بأن تعديل نظام الانتخابات الذي قد يدخل حيز التنفيذ قبل الاستحقاق التشريعي المقبل في عام 2021، سيوفر لبوتين السيطرة الكاملة على البرلمان أثناء آخر ثلاث سنوات من ولايته.
إقرأ أيضاً : الإعلام في جورجيا يعامل بوتين بما يستحق والكرملين يرد
وأضاف مصدران مقربان من الكرملين والحزب الحاكم بأن ذلك سيتيح لبوتين قلب الأدوار مع الحفاظ على مقاليد الحكم بصفته زعيماً للحزب الحاكم، أو رئيساً للوزراء بصلاحيات دستورية موسعة، على حساب مؤسسة الرئاسة.
وسبق لـبلومبيرغ أن نشرت في نهاية آذار مارس الماضي، تقريراً حول سيناريو آخر لبقاء بوتين في السلطة بعد عام 2024، وذلك إما عن طريق تأسيس دولة موحدة جديدة مع بيلاروسيا، وإما تكرار تجربة كازاخستان في انتقال السلطة، حيث لا يزال الرئيس المستقيل “نورسلطان نزارباييف” يحظى بصلاحيات واسعة.
بدوره قلل الخبير في شؤون أوروبا الشرقية والوسطى “إيفان بريوبراجينسكي” من واقعية تكرار سيناريو كازاخستان في روسيا، بسبب الاختلاف في المنظومتين السياسيتين للبلدين، مرجحاً احتمالات إقامة دولة جديدة مع بيلاروسيا، أو الانتقال إلى نظام حكم برلماني، وتعيين بوتين رئيساً للوزراء أو تعديل الدستور.
شعبية متراجعة، والتفاف على الدستور
هذا وبدأت نسبة تأييد بوتين والحزب الحاكم في التراجع منذ حزيران يونيو 2018 على خلفية الإعلان عن الإصلاح القاضي بالرفع التدريجي لسن التقاعد، والذي أثار خيبة أمل الروس حتى بين المؤيدين للسلطة.
ويتولّى بوتين – 66 عاماً – قيادة روسيا منذ عام 2000، سواءً بصفته رئيساً للدولة أو رئيساً للوزراء، والتف بوتين على الدستور الروسي الذي يحظر شغل منصب الرئيس لأكثر من ولايتين متتاليتين، عبر شغله منصب رئيس الوزراء أثناء رئاسة “ديميتري مدفيديف” من عام 2008 إلى عام 2012، قبل أن يعود إلى الرئاسة من جديد بعد تعديل الولاية الرئاسية من أربع إلى ست سنوات، أي حتى عام 2024.