بينما تستمر روسيا بالبحث عن بدائل لنظام الأسد – أو للأسد نفسه على الأقل – تزداد غوصاً في مأزقـ.ها السياسي والعسكري بسوريا مهما حاولت إظهار العكس، ويبدو أن ما جرى من تغييرات في قيادات الأفرع الأمنية في سوريا الأسبوع الماضي لم يكن من قبيل المصادفة أو الروتين، إنما كان نتيجة ضغوطات روسية على النظام السوري، وفقاً لتقارير أمريكية فرنسية.
فقد كشف تقرير لموقع “أتلنتيكو” الفرنسي منذ ثلاثة أيام عن خطط روسية للبحث عن بديل لرأس النظام السوري “بشار الأسد” بعد إحكام سيطرتها على مفاصل الدولة في سوريا، وأنها منذ تدخلها في سوريا كان لدى روسيا فكرة تغيير السلطة السياسية القائمة في دمشق.
وذكر الموقع، في تقريره بأن وقت التفاوض الروسي على تغيير السلطة السياسية في سوريا قد حان، لأن الوضع الميداني شمال سوريا ثابت على حاله، كما أن كل الظروف متوفرة الآن أمام روسيا لبدء مفاوضات جدية، لكن بدون الأسد وعائلته وحاشيته، لا سيما أنها حصلت على ما أرادته، ألا وهو التواجد العسكري في البلاد على المدى الطويل.
إقرأ أيضاً : اتفاقيات وتفاهمات أمريكية روسية جديدة حول إدلب
وحول الخليفة المحتمل لبشار الأسد نوّه الموقع الفرنسي إلى أن الإمكانية السياسية التي تقترحها روسيا تطرح مشكلة، لأن المرشحين المحتملين لخلافة عائلة الأسد موجودون بالفعل في القائمة السوداء للبلدان الغربية، مع إمكانية مثولهم أمام المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم عديدة.
فكل الأسماء التي تم تعيينها الأسبوع الماضي، بدءاً تولي اللواء “علي المملوك” لمنصب نائب بشار الأسد، وتولي “ديب زيتون” إدارة المخابرات العامة، وإلى بعض الأسماء الأخرى التي تولت مناصب أمنية، كلها مدرجة على قائمة العقوبات الأمريكية والأوروبية.
وأشار الموقع الفرنسي إلى أن التغيرات الأمنية الأخيرة التي طالت رؤساء إدارات المخابرات العامة والجوية وشعبة الأمن السياسي ومدير إدارة الأمن الجنائي لا يمكن أن تكون من قبيل المصادفة، ويرى الموقع أن لموسكو – التي سيكون لها الأسبقية على طهران في سوريا – تأثير في مثل هذه التغيرات.
الأسد قد انتهى!
وفي السياق ذاته اعتبر تقرير لموقع “المونيتور” الأمريكي بأن التعديلات الأخيرة التي طرأت على الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لنظام أسد كانت نتيجة للضغط الذي مارسته روسيا على النظام.
ووفقاً للموقع الأمريكي، فإن علي مملوك هو الشخصية المقربة كثيراً من روسيا، وتعيبنه نائباً للأسد قد يكون مقدمة أو تمهيداً لتعيين مملوك نفسه رئيساً انتقالياً للبلاد باختيار روسي – وربما أمريكي – بعد ان بات وجود بشار الأسد حجر عثرة أمام جميع التسويات السياسية المطروحة.
كما يقول الأكاديمي السوري الخبير بالشأن الروسي الدكتور “محمود الحمزة” بأن الروس قد بدأوا فعلياً في ترتيبات القيادات الأمنية في سوريا، ولكنهم لا يقرون بذلك ولا يعترفون بأنهم وراء كل هذه التغييرات الأمنية، مشيراً إلى أنه سأل بعض الخبراء الروس حول هذا الأمر، وزعموا بأنه ليس لديهم أي علم به.
ووفقا للحمزة فإن هناك ترتيبات معينة يقوم بها الروس حالياً للبحث عن بديل الأسد، منوهاً إلى أن أحد الخبراء المقربين للسلطات الروسية قال له بالحرف الواحد: انسَ الأسد، لأن دوره انتهى نهائياً! ويعتقد بأن اجتماع القدس بين الإسرائيليين والأمريكيين والروس قد وضع النقاط على الحروف بما يتعلق بمصير الأسد وإيران، كما أن لقاء ترامب وبوتين في قمة العشرين أيضاً قد حمل بعض النقاشات حول الملف السوري ومصيره.