تخطى إلى المحتوى

الرئيس التركي متحدثاً عن عمليات مرتقبة شرق الفرات والمنطقة الآمنة

بعد أن احتلت إدلب والأوضاع اللاهبة فيها مكاناً بارزاً وأوحداً في سياق الأخبار على الساحة السورية، يبدو بأن سيرالأحداث سينتقل قريباً باتجاه الشرق، نحو مناطق شرقي الفرات التي يحشد الجيش التركي لاستعادتها من قبضة ميليشيات “قسد” الانفصالية .

فقد أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” صباح اليوم عن خطوات مرتقبة لبلاده في منطقتي “تل أبيض وتل رفعت” شمالي سوريا بهدف تحويل ما يسمى بـ “الحزام الإرهابي” إلى منطقة آمنة.

وفي كلمة ألقاها الرئيس التركي أثناء استقباله لرؤساء تحرير مؤسسات إعلامية تركية، أكد بأن بلاده تستعد لتحضيرات سيتم تنفيذها في كل من تل أبيض وتل رفعت، مبيناً أنه نقل الموضوع إلى زعماء روسيا والولايات المتحدة وألمانيا خلال مباحثاته معهم مؤخراً.

وأكد أردوغان أنه دعا الزعماء الثلاثة إلى دعم خطوات تركيا في المنطقة لوجستياً وجوياً، وإنشاء بيوت في هذه المناطق السورية، لكي يعود إليها السوريون القاطنون في المخيمات ضمن الأراضي التركية.

إقرأ أيضاً : الجيش التركي يجهز لعملية عسكرية جديدة في سوريا

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

وأوضح أن الزعماء يوافقونه الرأي في هذه المقترحات، ولكنه قال: “إلا أنه عندما يأتي الأمر إلى التنفيذ يقولون لا يوجد نقود”، وشدد على ضرورة أن تصل المنطقة الآمنة إلى عمق 30 إلى 40 كم داخل الأراضي السورية انطلاقا من الحدود التركية.

وأشار أردوغان إلى أن الولايات المتحدة لم تف بوعودها المتعلقة بإخراج ميليشيات قسد من منطقة “منبج” بمحافظة حلب شمالي سوريا، وبيّن أن العرب هم أصحاب منبج، وليست التنظيمات الإرهابية التي يسيطر عليها المكون الكردي الموجه من “جبال قنديل”، موضحا أن العشائر العربية تطالب بتطهير منطقتهم من التنظيم الإرهابي.

وقال أردوغان: “هدفنا الحالي هو تطهير تلك المنطقة من الإرهاب بأسرع وقت من أجل تسليمها لأصحابها”، ولفت إلى أن اجتماعاً فنياً يعقد في العاصمة الكازاخستانية “نور سلطان” يومي الأول والثاني من آب أغسطس القادم لمناقشة الملف السوري.

وأضاف بأن قمة ثلاثية ستستضيفها تركيا أواخر آب أغسطس المقبل، يعقبها قمة رباعية في تركيا أيضاً، وأوضح بأن مساعي هذه الاجتماعات هو تسريع تأسيس لجنة لصياغة دستور جديد لسوريا، مشيراً إلى أهمية القمة الرباعية في هذا الإطار.

منطقة حظر جوي

وفيما يتعلق بإنشاء منطقة يحظر فيها الطيران الحربي، قال أردوغان بأن الولايات المتحدة لمّحت إلى أنها ستبقي على جزء من قواتها في سوريا بعد الانسحاب منها، وطلب من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا إرسال قوات إضافية إلى المنطقة، إلا أن هذه الدول أجابت بالرد السلبي.

آليات وعناصر يتبعون للجيش التركي على الحدود السورية

وأوضح أن تركيا لم تر إشارة من الولايات المتحدة عن نية لتنفيذ عمليات بالمنطقة، وأضاف أن بلاده ستعقد اجتماعاً حول تنسيق انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، يناقشون فيها سبل إنشاء منطقة آمنة وأبعادها في سوريا.

وهذا وكانت قوات الجيش التركي خلال الأسبوع الماضي قد بدأت بتعزيز قواتها على الحدود السورية التركية بالقرب من مناطق شرقي الفرات في سوريا، بما يوحي بعمل عسكري قريب ستقوم به تركيا في تلك المناطق مشابه لعمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” السابقتين داخل الأراضي السورية.

مدونة هادي العبد الله