يبدو بأن وتيرة الصراع الداخلي او الحرب الباردة بين كل من روسيا وإيران للسيطرة على مفاصل القوة في سوريا ونظامها المتهالك قد وصلت إلى ذروتها، وتمثل ذلك بإقصاء روسيا وسيطرتها على شخصيات كانت ذات صولة وجولة في نظام الأسد.
ومن هذه الشخصيات اللواء “جميل الحسن” القائد السابق لجهاز المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد – والذي يتمتع مع جهازه بأسوأ سمعة دمـ.وية ممكنة – إذ تم عزله من منصبه قبل عشرة أيام تقريباً دون تنصيبه في مكان آخر، وتتوارد الأخبار اليوم بأنه قد وُضع تحت الإقامة الجبرية.
إقرأ أيضاً : صحيفة بريطانية تكشف تفاصيل حول سبب الإطاحة بجميل الحسن
حيث كشفت بعض المصادر الإعلامية عن أن روسيا أمرت بوضع الحسن تحت الإقامة الجبرية بعد رفضه التعاون في عملية إبعاد الميليشيات الإيرانية عن الجولان وعن سوريا كلها، ضمن ما تسعى إليه روسيا مؤخراً.
وقدر صدرت الأوامر بوضع الحسن تحت الإقامة الجبرية، كما تم رفض سفره إلى رومانيا، والذي كان مزمعاً بحجة علاجه من السرطان، إذ أن روسيا تتخوف من مشروع إيراني لترحيله في إطار صفقات مصالح متبادلة تبقي على حياته مقابل الإضرار بمصالح روسيا مباشرة.
تغييرات واجتماعات
ويأتي ذلك بالتزامن مع تغيرات هامة أُجريت في بداية الشهر الجاري، أُقيل على إثرها الحسن من منصبه، وجرت بعد اجتماع هام مع الإسرائيليين في 30 حزيران يونيو الماضي بمنطقة “أم اللوقس” على الحدود مع الجولان السوري المحتل، إذ رفض الحسن أحد مخرجات الاجتماع وهو إبعاد الميليشيات الإيرانية عن الجولان ما أثار غضب روسيا التي هددت بسجنه.
وتمثّل العرض الإسرائيلي والتي وافقت عليه روسيا بدمج “الفيلق الخامس” بقوات النظام السوري واعتباره جزءاً من المؤسسة العسكرية للنظام، واشترطت إسرائيل إخراج الميليشيات الإيرانية من المنطقة وإبعادها مسافة 55 كيلومتراً عن الحدود مع الجولان، على أن تموّل إسرائيل عملية قتال الميليشيات الرافضة للانسحاب من الحدود، بدعم روسي.
ومن الجدير بالذكر أن صحيفة “لوموند” الفرنسية توقعت في تقرير نشرته منذ أيام أن يلاقي “جميل الحسن” مصيراً سيئاً بعد عزله، بسبب معرفته بالعديد من الأسرار الخاصة بنظام الأسد والتي قد تُعَجِّل بمصرعه “منتحراً” كما سيدعي النظام الذي قد يدبر عملية مقتله او اغتياله كما فعل بالكثيرين من قبله.