بعد فشلهم في التقدم الفعلي بجبهات إدلب وحماة واللاذقية خلال الشهرين الأخيرين، يبدو بأن الروس بدأوا بالبحث عن حل سياسي ينقذ ماء وجههم ويؤمّن لهم انسحاباً لائقاً من الموقف الذي قرروا دخوله في إدلب ومحيطها، ظانين أنها ستكون مجرد نزهة أخرى.
فقد أعلنت روسيا أنها بصدد البحث عن حل لقضية محافظة إدلب في الشمال السوري متذرعة بالحرص على “حياة المدنيين” وذلك عقب الفشل الميداني الذريع للميليشيات الوكيلة عنها رغم كافة أشكال الدعم الجوي والبري المقدم لها.
إقرأ أيضاً : نهاية جميل الحسن يقيم في الإقامة الجبرية برعاية روسيا والسبب!
وقال وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” في هذا السياق: “لا يمكننا أن نتسامح إلى ما لا نهاية مع وجود عشرات الآلاف من المتشددين المــ.تطرفين المرتبطين بتنظيم القـ.اعدة في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وسنبحث في الوقت نفسه، عن حل لا يضر بالسكان المدنيين”.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة “راينيس بوست” الألمانية: “القضاء على بؤرة الإرهاب في سوريا يعتبر من مصلحة الاتحاد الأوروبي، لأنه سيخفض مستوى التهديد الإرهابي القادم من المنطقة، ويقلل من تدفق المهاجرين”، على حد زعمه.
الكيل بمكيالين!
وكان لافروف قد أعرب أمس عن قلق موسكو من “محاولات الولايات المتحدة تصعيد الوضع حول إدلب” متهماً إياها بمحاولة إخراج “هيئة تحرير الشام” من دائرة التصنيف كمنظمة إرهابية وإدماجها بالحل السياسي.
ويأتي هذا الاحتجاج الوقح من الروس بالرغم من أنهم أيدوا ودعموا إخراج حركة “طالبان” الأفغانية من قوائم الإرهاب وضمها للعملية السياسية في أفغانستان، وذلك نكاية بالولايات المتحدة الأمريكية فقط.
ويحدث هذا الأمر بالتزامن مع الفشل الروسي بتحقيق أي تقدم على الأرض في جبهات أرياف إدلب وحماة واللاذقية في ظل الصمود الجبار لفصائل الثورة، وتكبد ميليشيات نظام الأسد وحلفائه خسائر هائلة في العتاد والعناصر، بينما تحاول روسيا إلى الآن إيجاد بديل حقيقي للميليشيات الموجودة على الأرض، كما تحاول تبديل القيادات الموجودة بأخرى ذات ولاء لها.