تخطى إلى المحتوى

ملف المنقطة الآمنة يعود للساحة ومباحثات تركية أمريكية تحسم الأمر

بات الحديث عن إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا حديث الساعة، وخاصة في ظل الاستعدادات الاستثنائية التي تجريها قوات الجيش التركي لاقتحام المنطقة وانتزاعها من أيدي ميليشيا “قسد” المعادية لتركيا ولفصائل الثورة، والتي تقف حجر عثرة أمام تشكيل هذه المنطقة التي ستكون تركيا المشرف الرئيسي عليها.

وقد كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” نقلاً عن مصادر دبلوماسية تركية تأكيدها تشكيل مجموعة عمل مشتركة بين “أنقرة وواشنطن” مهمتها بحث التطورات في سوريا، لافتة إلى أن هذه المجموعة ستناقش في واشنطن بدءاً من اليوم الخميس ولمدة يومين آخرين كل التطورات المتعلقة بشأن الانسحاب الأميركي، والمنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شرق الفرات.

وذكرت المصادر بأن تركيا كثّفت اتصالاتها مع الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، فيما يتعلق بموضوع الانسحاب والمنطقة الآمنة، وتم الاتفاق على عقد اجتماعات في واشنطن وأنقرة لبحث الملف السوري بالكامل.

إقرأ أيضاً : الجيش التركي يزيل جزءاً من الجدار الفاصل على الحدود السورية قرب تل أبيض

قوات من الجيش التركي بالقرب من مدينة تل أبيض السورية

كما أن تركيا تسعى إلى إكمال تنفيذ اتفاق خريطة الطريق في مدينة “منبج” والموقع بين الجانبين في الرابع من حزيران يونيو 2018، حيث تعهدت الولايات المتحدة بمقتضاه بسحب ميليشيا “قسد” ضمن مدى زمني قدره 90 يوماً، وهي الخطوة التي لم تنفذ حتى الآن، والتي يترتب عليها تشكيل مجلس محلي من سكان المدينة الأصليين لإدارتها.

ولفتت المصادر إلى أن خروج ميليشيا “قسد” من منبج يشكل أهمية خاصة لتركيا، لأنه يعني ابتعاد مسلحيها إلى شرق الفرات، وهو ما كانت تطالب به تركيا منذ البداية، حتى تقطع الصلة بين عناصر تلك الميليشيات ضمن شرق الفرات مع شمال العراق، وبالتالي إخلاء أولئك المسلحين ضمن منطقة بعمق 40 كيلومتراً من حدودها الجنوبية.

وكانت “واشنطن بوست” الأميركية قد نقلت في تقرير لها عن مسؤولين أميركيين وأتراك بأن إدارة الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” ستتحرك لكبح ميليشيا “قسد” في شمال سوريا، وأن الخطوة الأولى والنقطة الأساسية في المسألة ستكون سحب تلك الميليشيا من مدينة منبج السورية، ونقلهم إلى منطقة شرق الفرات.

تحضيرات عسكرية مكثفة

وسبق أن قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في تصريحات نشرت منذ يومين إلى أن الجانبين التركي والأميركي سيبحثان الملف السوري والانسحاب الأميركي والمنطقة الآمنة خلال أيام، كما اتفق وزيرا الدفاع التركي والأميركي، في اتصال هاتفي يوم الجمعة الماضي، على زيارة وفد أميركي لتركيا لمناقشة الملف ذاته.

هذا وتقوم قوات الجيش التركي خلال الأسبوع الماضي بتكثيف تعزيزاتها العسكرية على الحدود السورية التركية، وبالأخص مقابل مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة شرق سوريا، وقد قام الجيش التركي منذ يومين بإزالة جزء من الجدار الاسمنتي الفاصل بين حدود البلدين، في إشارة مؤكدة على اقتراب عمل عسكري تركي ضخم في تلك المنطقة.

مدونة هادي العبد الله