بعد انتشارها الواسع على منصات التواصل الاجتماعي وتوقيع مئات الآلاف من السوريين عليها، وجه السوريون المقيمون في تركيا رسالة مفتوحة إلى الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” وحكومته ومجلس نواب بلاده طالبين مزيداً من التعاطف والتقدير لأوضاع السوريين في تركيا، والذين يشهدون حملة تدقيق قانونية شديدة مؤخراً.
الرسالة انتشرت بشكل واسع بين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تضمنت شكراً لتركيا لما قدمته للسوريين على مدار ثماني سنوات، كما طالبت من الرئيس التركي الاستمرار بتقديم العون للسوريين الراغبين حقاً في الاستقرار والعيش في أمان هم وعائلاتهم في تركيا بعد أن ضاقت بهم السبل.
وهاكم نص الرسالة: “السيد رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، السادة الوزراء والسادة أعضاء البرلمان الموقرين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد، لقد قدمت تركيا حكومة وشعبا للشعب السوري المضطهد خدمات جليلة لن ينساها أبدا، فتحتم حدودكم وقلوبكم وكنتم خير مضيف لشعب ما كان يوما ليغادر وطنه لولا إجرام نظام الأسد وبطشه.
وكنا جميعا نأمل سقوط الطاغية بشار الأسد لنعود إلى وطننا لكن ضباع العالم ساندته وحالت دون ذلك لتحقيق مصالحها فكان الثمن أن يبقى الشعب السوري مشردا في أرجاء الأرض مجبرا وتكالبت عليه الأمم من عرب وعجم شرقا وغربا شمالا وجنوبا، وباتت جميع الحكومات العربية والأجنبية تضيق على اللاجئين السوريين لتعيدهم إلى حظيرة المجرم بشار الأسد ليبطش بهم من جديد وينتقم من كل من ثار عليه وعلى عصابته المجرمة.
لكننا على ثقة تامة أن تركيا حكومة وشعبا لن تتخلى عن أشقائها السوريين الذين لجأوا إليها ولن تكون سببا في شقائهم وقطع أرزاقهم وتشريدهم من جديد بسبب قلة قليلة منهم ارتكبوا أخطاء عن جهل وطيش، وبعضهم عن قصد وتعمد وهؤلاء مدسوسين عملاء نظام الأسد هدفهم زعزعة أمن واستقرار تركيا وخلق فتنة بين الشعبين التركي والسوري.
وقد كادت الفتنة أن تقع في أكثر من زمان ومكان لولا تعاملكم معها بحكمة وحزم، لذلك نرجو من مقامكم السامي الإيعاز للجهات المختصة بملاحقة وضبط ومعاقبة وترحيل هذه الفئة القليلة لأنها تشوه صورة جميع السوريين وتسبب الأذى والضرر للجميع.
إقرأ أيضاً : إدارة الهجرة التركية تصدر تحذيرات هامة للسوريين
كما نرجو منكم إعادة النظر بالقرارات الجديدة التي تجبر كل لاجئ على العودة إلى المكان الذي استخرج منه بطاقة الحماية المؤقتة، فهناك عشرات آلاف العائلات استقرت حيث وجدت عملا، وكما هو معلوم لديكم أن فرص العمل في المدن الكبيرة أكثر بكثير من المدن الصغيرة والقرى فإن أجبروا على العودة ستقطع أرزاقهم ويصبحوا عالة على المجتمع وتكون النتيجة كارثية من جميع النواحي.
فهذه العائلات استأجرت بيوتا واشترت أثاثا وفتحت عدادات غاز وماء وكهرباء، ومنهم من فتح محلات وأسس عملا يسترزق منه وسجل أطفاله في المدارس، فترحيله إلى ولايته أشبه بتهجيره قسرا من وطنه مرة ثانية.
لذلك نرجو مراعاة ظروف اللاجئين الشرفاء الكادحين البسطاء الذين يعملون اثنا عشر ساعة يوميا ليأكلوا طعاما حلالا ويشعروا وأطفالهم ونسائهم بالأمن والأمان والاستقرار، ونطمع بكرمكم ورحابة صدركم ونذكركم بأن هناك بضعة آلاف من اللاجئين لا يملكون حتى الآن بطاقات حماية مؤقتة وذلك لصعوبة الحصول عليها مما سمح للمجرمين والسماسرة باستغلال حاجة اللاجئ للبطاقة وقاموا بإصدار بطاقات مزورة ونقل قيد نفوس من ولاية إلى أخرى بطرق ملتوية وباطلة مقابل مبالغ مالية كبيرة.
أيها السادة الموقرين، إن اللاجئين الشرفاء والبسطاء والفقراء خلال سبع سنوات لم يجدوا بينهم من ينقل لمقامكم الكريم همومهم ومشاكلهم في تركيا والصعوبات التي تواجههم، فكل من تحدث باسمهم ظلمهم وتغافل عن حاجاتهم وفضل مصالحه الشخصية على مصالحهم، لذلك تفاقمت مشاكلهم وازدادت همومهم وضاق بهم العنصريون واستغلهم المجرمون وتلاعب بهم السماسرة.
أيها السادة الموقرين.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تقبلوا فائق الاحترام بالنيابة عن كل سوري مظلوم حر، نرجو الترجمة وايصالها الي المعنيين”.
وقد بدأ بعض الشباب السوريين الناشطين في تركيا بنشر هذه الرسالة حتى انتشرت في عدد كبير من صفحات التواص الاجتماعي، وتم ترجمتها فوراً إلى اللغة التركية لكي يطلع عليها المسؤولون والإعلاميون الأتراك، ليصلوا مفادها إلى الجهات العليا التي كتبت تلك الرسالة لأجلهم.