تخطى إلى المحتوى

مجلس الأمن يوجه دعوة لنظام الأسد وروسيا بخصوص إدلب

في جميع أعراف القانون الدولي، وفي كل الحروب التي عرفها التاريخ الحديث نسبياً، تتجنب القوى – مهما اشتدت المعارك بينها – أن تق صف المشافي والنقاط الطبية، وتلعب الأمم المتحدة دوراً هاماً في هذا الصدد، إذا تقوم بتزويد الأطراف بإحداثيات المشافي لكي يتم تجنبها وقت الحرب.

إلا روسيا … إذ يتعمد الروس وبكل وقاحة وصلافة وجرأة على استخدام معلوماتهم السابقة عن المشافي والنقاط الطبية في مناطق سيطرة فصائل الثورة السورية ليقوموا باستهدافها جهاراً نهاراً.

دون مراعاة لأي حرمة دولية أو إنسانية، وهذا ما فعلوه سابقاً إبان اجتياحهم لمدينة حلب منذ ثلاثة أعوام تقريباً، وهذا ما يعيدون استخدامه اليوم بحذافيره في إدلب.

ورغم ذلك كله، اعترضت روسيا يوم أمس الخميس، على نص لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف الهجمات على المنشآت الطبية في إدلب شمالي سوريا، نافية عن نفسها أي تهم بهذا الخصوص.

إقرأ أيضاً : أسباب استقدام روسيا قوات جديدة إلى جبهات حماة

فقد حضّ أعضاء في مجلس الأمن الدولي روسيا على وضع حدّ للهجمات على المستشفيات في منطقة إدلب، خلال اجتماع مغلق عقد أمس بطلب من الكويت وألمانيا وبلجيكا، حيث يُضاف إلى اجتماعات عدة أخرى نظمتها الدول الثلاث بدءاً من أيار مايو الماضي في مواجهة اشتداد التصعيد الأسدي الروسي في إدلب السورية.

مجلس الأمن
مجلس الأمن

إلا أن روسيا عارضت – وبكل وقاحة – تبني البيان المشترك الذي يدين الهجمات على المستشفيات، وخاصة بعد قصف مستشفى “معرة النعمان” جنوبي إدلب في بداية هذا الشهر الجاري، وهو الذي يُعتبر إحدى أكبر المؤسسات الطبية في المنطقة وكان قد تم نشر إحداثياته لتجنب قصفه.

ونفت روسيا مرة جديدة قصف منشآت مدنية، وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة “فاسيلي نيبنزيا” بأن هناك تحقيقًا أظهرَ بأنه لم يحصل أيّ هجوم على تسعةٍ من المباني الـ11 التي يشاع أنها تعرّضت للقصف في أيار مايو الماضي مضيفاً بأن المبنيين الآخرين لحقت بهما أضرار جزئية، ولكن ليس بسبب القوات الجوية الروسية حسب زعمه.

احتجاج أممي

وأكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية “مارك لوكوك” أن المذبحة يجب أن تتوقف، مشيراً إلى أنه منذ الأول من تموز يوليو الجاري، تعرّضت ستة مرافق طبية على الأقلّ وخمس مدارس وثلاث محطات لمعالجة المياه ومخبزان وسيارة إسعاف لأضرار أو دمرت بسبب الغارات.

ومنذ بدء التصعيد الذي يشنه نظام الأسد وحليفه الروسي على محافظة إدلب ومحيطها، قتل أكثر من 600 مدني جراء الغارات الجوية الأسدية والروسية، وذلك وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، ودفع التصعيد أكثر من 500 ألف شخص الى النزوح من مناطقهم، وفق الأمم المتحدة التي أحصت تعرّض أكثر من 25 مرفقاً طبياً للصف جوي منذ نهاية نيسان أبريل الماضي.

مدونة هادي العبد الله