في سياق هدفه لإعادة بسط سيطرته الكاملة على الأراضي السورية من الشمال إلى الجنوب، بدأ نظام الأسد مدعوماً بحليفه الروسي منذ أواخر نيسان أبريل الماضي حملة تصعيد مكثف ضد محافظة إدلب في الشمال الغربي لسوريا، والتي تعد آخر قلاع فصائل الثورة السورية المحاربة لنظام الأسد وحلفائه.
وكان هذا التصعيد مخالفة واضحة وصريحة لكافة اتفاقيات خفض التصعيد التي وقعت بين كافة الأطراف في كل من آستانا وسوتشي، الأمر الذي دفع تركيا – الطرف الضامن للمعارضة السورية – باستنكار تصرفات نظام الأسد وحليفه الروسي، ودعم فصائل الثورة في مواجهة هذا التصعيد، عسكرياً وسياسياً.
إقرأ أيضاً : ثلاث اجتماعات قادمة ستحدد مصير سوريا سياسياً
وفي هذا السياق، أكد وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” أن هجمات نظام الأسد في إدلب تقوض السلام والاستقرار، وشدد على ضرورة إيقاف عمليات نظام الأسد وانسحابه إلى نقاطه المتفق عليها مسبقاً في إطار اتفاق خفض التصعيد، وأتت تصريحات أكار في معرض إجابته عن أسئلة الصحفيين، بعد تفقده الوحدات العسكرية التركية على الحدود مع سوريا.
وأضاف الوزير التركي: “إن هجمات النظام السوري على الشمال السوري ترفع من حدة التوتر، وتقوض السلام والاستقرار، كما أنها تسببت بنزوح قرابة 400 ألف إنسان “بريء”.
استنكار للعدوان
وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قد طالب روسيا مجدداً قبل أيام بلجم نظام الأسد وإرغامه على الالتزام باتفاقية “سوتشي” وشدد على أن مَن يتعرض للهجمات في إدلب هم السكان الذين يسعون إلى استرداد منازلهم ومواصلة حياتهم.
وقال أردوغان بأن تركيا تواصل مباحثاتها مع الدول المعنية بخصوص إدلب، وأن قواتها تواصل وجودها بالمنطقة تنفيذاً لالتزاماتها وفق الاتفاقات.
يُشار إلى أن استمرار الهجمة العسكرية والانتهاكات ضد المدنيين في مناطق الشمال السوري من قِبل روسيا ونظام الأسد منذ بدء التصعيد أسفر عن وقوع 967 ضحية مدنية بينهم 273 طفلاً إلى جانب 654.717 نازحاً على أقل تقدير، وذلك وفقاً لتقارير أصدرتها عدة منظمات دولية معنية.