خلال الأسبوع الماضي، وفي سياق مطالب المعارضة التركية بالتطبيع مع نظام الأسد، طالب “كمال كليجدار أوغلو” رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض وأحد أكبر أحزاب المعارضة التركية، طالب الرئيس التركي بإعادة العلاقات مع نظام الأسد بأسرع وقت ممكن.
وعليه فقد انتقد الكاتب والخبير التركي “إسماعيل ياشا” اليوم الأحد، دعوة زعيم المعارضة لإعادة العلاقات مع نظام الأسد، وقال ياشا في مقال نشرته صحيفة “العرب” تحت عنوان “المتحدث التركي باسم الثورة المضادة”: “دعا كمال كيليتشدار أوغلو، رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان وحكومته إلى تغيير سياسته الخارجية في ملفات عديدة”.
وقال ياشا في وصفه مطالب زعيم المعارضة بأنها تتضمن: “التخلي عن التعلق بجماعة الإخوان المسلمين، وعدم مساندة الحكومة الشرعية في ليبيا، ومصافحة رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، والمصالحة مع النظام السوري”.
إقرأ أيضاً : زعيم المعارضة التركية يطالب الحكومة بإجراء مع نظام الأسد
واعتبر ياشا أن هذه المطالب هي ذاتها التي طالبت بها “دول الثورة المضادة”، التي قطعت علاقاتها كافة مع قطر نظرًا لموقفها المعادي لثورات الربيع العربي، ومطالبة الشعوب بالحرية والكرامة والديمقراطية، وتابع قائلاً: “لذلك قد يظن السامع لتصريحات كيليتشدار أوغلو بأنه متحدث باسم دول الثورة المضادة، إن لم يعرف أنه رئيس أكبر أحزاب المعارضة التركية”.
وأضاف: “دعوة كيليتشدار أوغلو إلى المصالحة مع النظام السوري ليست جديدة، لأن الرجل يؤيد نظام الأسد ضد الشعب السوري الثائر منذ اندلاع الأحداث، ولا يرى للشعب السوري أي حق في المطالبة بتغيير النظام والخروج على ديكتاتوريته، وهذا الانحياز والتعاطف مع النظام الطائفي السفاح لا تخفى أسبابهما على المتابعين”.
وتابع قائلًا: “أردوغان كبقية بني البشر، له أخطاء، ولكن وقوفه إلى جانب الشعب السوري ضد نظام الأسد ليس من تلك الأخطاء، بل هو موقف مشرّف يجب أن يعتز به كل مواطن تركي حر”.
لامعنى لمصالحة الأسد
وأكد الكاتب التركي أن “نظام الأسد فقد شرعيته منذ زمن طويل، كما فقد سيطرته على سوريا، وبالتالي لا معنى للمصالحة معه، حتى من الناحية البراغماتية، بل يكفي لأنقرة أن تنسق مع اللاعبين الكبار المؤثرين في الساحة”.
يشار إلى أن الحكومة التركية قطعت علاقاتها نهائياً مع نظام الأسد منذ الأشهر الأولى لاندلاع الثورة السورية عامة 2011، وذلك في سياق رفض الحكومة التركية للممارسات القمعية لنظام الأسد ضد الشعب السوري، وقامت الحكومة التركية بالمقابل بدعم المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً ولوجستياً، كما قامت بمساعدة الملايين من النازحين السوريين الهاربين من ممارسات الأسد.